Machiavelli Muqaddima Qasira
مكيافيللي: مقدمة قصيرة جدا
Genres
صار جليا أنه لا يمكن بوجه عام مقاومة إغراء تعقب مكيافيللي بعد مماته - أكثر من تعقب أي منظر سياسي آخر - بهدف إيجاز فلسفته والحكم عليها. بدأت هذه العملية عقب وفاته مباشرة، ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، وقد شعر بعض أوائل نقاد مكيافيللي، مثل فرانسيس بيكون، أنهم قادرون على أن يقروا بأنهم «مدينون بالشكر الجزيل لمكيافيللي وغيره، ممن يكتبون ما يفعله البشر، لا ما يتعين على البشر فعله.» لكن غالبية قراء مكيافيللي القدامى صدموا للغاية من رؤيته إلى حد أنهم نعتوه بأنه من عمل الشيطان، بل إنه الشيطان نفسه. على النقيض من ذلك، كان الجزء الأكبر من المعقبين المعاصرين على مكيافيللي يواجهون حتى أكثر مذاهبه كراهة بروح عملية واعية، لكن بعضهم - لا سيما ليو ستراوس وتلاميذه - ظلوا متمسكين بقوة بوجهة النظر التقليدية التي ترى أن مكيافيللي (بحسب تعبير ستراوس) لا يمكن أن يوصف إلا بأنه «معلم الشر».
لكن مما لا شك فيه أن عمل المؤرخ يجب أن يكون مثل عمل الملاك المكلف بتسجيل الأعمال، لا قاضي الإعدام؛ ومن ثم كان كل ما سعيت إليه في الصفحات السابقة هو استعادة الماضي ووضعه أمام الحاضر، دون أن أحاول توظيف معايير الوقت الحاضر المحدودة والزائلة في الإشادة بالماضي أو انتقاده. وقد نقشت على ضريح مكيافيللي عبارة تشي بالفخر لتذكرنا بأن «ما من وصف يمكن أن يفي هذا الاسم العظيم حقه من التقدير.»
أعمال مكيافيللي المقتبس منها في النص
The Art of War,
in
Machiavelli: The Chief Works and Others,
trans. A. Gilbert, 3 vols (Durham, NC, 1965), 561-726.
Caprices [
Ghiribizzi ], in R. Ridolfi and P. Ghiglieri, 'I Ghiribizzi al Soderini’,
La Bibliofilia,
Unknown page