Maca Sulayman Calwan
سلسلة مع المعاصرين (2) مع سليمان العلوان
Genres
ثم ذمنا لبغي معاوية وما ذكرناه من مظالمه لم نأخذها من هؤلاء وإن كان الواقدي مختلفا فيه لكنه كان إماما في المغازي والسير والأخبار على أوهام تحصل منه أو من شيخه أبي بكر بن أبي سبرة، لكن لا يخشى الأخ سليمان من اعتمادنا على هؤلاء، مع أنه في بعض ماكتبه الأخ سليمان قد اعتمد على مكذوبات سيف بن عمر من حيث لا يدري؟! وهذا يحتاج بحثا كاملا لإثباته.
وللأسف أن غلاة السلفية يذمون الشيء وضده، أو يذمون الشيء ويقعون فيه، لأنهم لا يبحثون وإنما يرددون إنشائيات لا يعرفون تطبيقاتها فلذلك يتناقضون كثيرا، فالأخ سليمان وفقه الله، يزمجر في ترك الروايات المكذوبة والضعيفة وقد استدل منها بالعشرات!! وينكر على الشيعة رد الصحيح وهو يفعل الفعل نفسه من حيث لا يدري، وأظن أنه قد سبق شيء من هذا.
الملحوظة الرابعة والتسعون:
ذكر ص41 أنه لا يجوز أن نجعل (من المحتمل زلة ومن الظن جرحا! ومن فعل ذلك فقد عظم ظلمه وغلب جهله..)!!
أقول: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)؟! فالأخ العلوان من أكثر الناس إسقاطا للآخرين بالزلة والزلتين كعادة الغلاة، ثم ما أخذناه على ظلمة الطلقاء ليس من المحتمل ولا الظن وإنما من القطعي واليقين، لكن الغلاة يجعلون القطعي محتملا إذا كان في نقد أحبابهم من بني أمية، وإن وجدوا محتملا ضد أهل بدر كبروه ونشروه حتى نتورع في نقد الطلقاء لأنهم لم يرتكبوا إلا أقل مما فعله أهل بدر! ولذلك تجدهم يرددون قصة حاطب بن أبي بلتعة كثيرا ليعتذروا بها عن كل مظالم معاوية، متناسين أن حاطبا بدري ومعاوية طليق، وأن حاطبا ارتكب خطأ واحدا وارتكب معاوية مئات، وأن حاطبا قد عذره الرسول لبدريته الدالة على حسن نيته ولم يعذر معاوية وطائفته وأسماهم (دعاة إلى النار) وأن حاطبا تاب واعتذر أما معاوية فبقي مصرا على كل الكبائر التي ارتكبها وختمها بالبيعة ليزيد وهو يعلم حاله ويعلم حال الأمة ...الخ .
Page 86