((لا تخيروني من بين الأنبياء)) أي تخييرا يؤدي إلى التخاصم تقدم سبب ذكره في الباب الثاني في حديث ((إني لأول من يرفع رأسه)) (¬9) ((فإن الناس يصعقون)) بفتح العين يقال صعق الرجل إذا أصابه فزع فأغمي عليه (¬10) وربما مات عنه ثم إستعمل في الموت كثيرا لكن هذه الصعقة صعقة فزع يكون بعد البعث يؤيده ذكر الإفاقة بعده لأن الإفاقة إنما تستعمل في الغشي والبعث في الموت (¬1). (فإن قلت) قد جاء إستعمال البعث هنا رواية هي ((فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أو بعث قبلي)) قلنا نجعل لفظ البعث مجازا على الإفاقة توفيقا بين الروايتين ((يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى)) أي ملتبس برؤية موسى ((آخذ بقائمة)) خبر مبتدأ محذوف أي موسى آخذ والجملة الإسمية حال من موسى ((من قوائم العرش فلا أدري أفاق)) بحذف حرف الإستفهام ((قبلي أم جزيء)) على بناء المجهول بهمزة في آخره أي إكتفى ((بصعقة الطور)) (¬2).
((خ (أبو طلحة (¬3) رضي الله عنه (¬4)))
قيل أنه مشهور بكنيته كان من الرماة روى أنه عليه السلام قال ((لصوت أبي طلحة في الجيش خير من مائة رجل)) (¬5) ما رواه عن النبي عليه السلام عشرون حديثا (¬6) له في الصحيحين له في الصحيحين خمسة أحاديث إنفرد مسلم بحديث وانفرد البخاري بحديثين واتفقا على حديثين (¬7) بحديث والبخاري بهذا (¬8) ((لا تدخل الملائكة)) أي ملائكة الرحمة والإستغفار ((بيتا فيه كلب)) قيل المراد: به غير كلب الصيد والماشية لأن إقتناءهما غير حرام (¬9). وقال النووي الأظهر أنه عام في كل كلب لإطلاق الحديث غايته أن يكون إتخاذ كلب الماشية ونحوه ممنوعا في البيت حذرا عن إمتناع الملائكة فلا يلزم منه أن يمنع إتخاذه خارج البيت ((ولا صورة تماثيل)) تقدم سبب إمناعهم عن الصور في الباب الثاني في حديث ((إن البيت الذي فيه الصور)) (¬10).
Page 62