Mabarhanat Firma Akhira
مبرهنة فيرما الأخيرة: المعضلة التي حيرت عباقرة الرياضيات لقرون
Genres
كان جي إتش هاردي يتمتع بحس فكاهة غريب، وابتكر ما كان يمكن أن يصبح إرثا مثيرا للاستياء بالقدر ذاته. وجاء تحدي هاردي في هيئة بوليصة تأمين لتساعده في التأقلم على خوفه من السفر بالسفن. إذا كان قد حدث واضطر إلى السفر بحرا، لأرسل برقية إلى زميل له يقول فيها:
حللت فرضية ريمان، توقف!
سأعطي التفاصيل عند العودة، توقف!
شكل 2-4: ليونهارت أويلر.
إن فرضية ريمان هي مسألة ظلت تزعج علماء الرياضيات منذ القرن التاسع عشر. وقد كان منطق هاردي يستند إلى أن الرب لن يسمح بغرقه؛ لأن ذلك سيترك شبحا ثانيا فظيعا يؤرق علماء الرياضيات.
بالرغم من الصعوبة الشديدة التي تتسم بها مبرهنة فيرما الأخيرة، فإنه يمكن ذكرها على نحو يفهمه تلاميذ المدارس. ما من مسألة في الفيزياء أو الكيمياء أو الأحياء يمكن ذكرها بهذه السهولة وهذا الوضوح، وظلت دون حل لمثل هذه المدة الطويلة. ففي كتابه «المسألة الأخيرة»، كتب إي تي بيل أن الحضارة ستنتهي على الأرجح قبل حل مبرهنة فيرما الأخيرة. لقد صار إثبات مبرهنة فيرما الأخيرة هو الجائزة الأثمن على الإطلاق في مجال نظرية الأعداد، ولا عجب إذن أنها قد أنتجت بعض الأوقات الأكثر إثارة في تاريخ الرياضيات. لقد اشترك في البحث عن إثبات لمبرهنة فيرما الأخيرة أعظم العقول على الكوكب، والجوائز الضخمة، واليأس القانط والنزاعات المريرة.
تجاوزت الأحجية عالم الرياضيات المغلق. حتى إنها قد ظهرت في قصة فاوستية في العام 1958. وذلك في مجموعة أدبية بعنوان «صفقات مع الشيطان» تتضمن قصة بقلم آرثر بورجس. ففي قصة «الشيطان وسايمون فلاج»، يطلب الشيطان من سايمون فلاج أن يطرح عليه سؤالا. وإذا نجح الشيطان في الإجابة عنه في غضون أربعة وعشرين ساعة، فإنه يحظى بروح سايمون، وإذا عجز عن ذلك فإنه يمنح سايمون 100000 دولار. يطرح سايمون السؤال: «هل مبرهنة فيرما الأخيرة صحيحة؟» يختفي الشيطان ويطن حول العالم ليستوعب كل ما ابتكر من المعارف الرياضية على الإطلاق. وفي اليوم التالي، يأتي ويقر بالهزيمة:
قال بصوت هامس وهو ينظر إليه باحترام صادق: «لقد فزت يا سايمون. حتى أنا لا أستطيع أن أتعلم ما يكفي من الرياضيات لحل مثل هذه المسألة الصعبة في هذه المدة القصيرة. ذلك أنني كلما تعمقت فيها، زادت صعوبتها. التحليل غير الفريد إلى عوامل، والأعداد المثالية، أف!» أسر له الشيطان قائلا: «أوتدري؟ حتى أفضل علماء الرياضيات في الكواكب الأخرى، وجميعها أكثر تقدما من كوكبك بكثير، لم يتمكنوا من حلها. ويحي! ثمة رجل على زحل، يشبه فطر عيش الغراب مرتكز على دعامات، يحل المعادلات التفاضلية الجزئية ذهنيا، وحتى هو قد يئس من المحاولة.»
الفصل الثالث
عار رياضي
Unknown page