Mabahith Cilmiyya Wa Ijtimaciyya

Shibli Shumayyil d. 1335 AH
140

Mabahith Cilmiyya Wa Ijtimaciyya

مباحث علمية واجتماعية

Genres

هوج الرياح خواشع في بابه

والطير فيه نواكس المنقار

3

قلت ويا ليتها كانت أكثر اطمئنانا، ويا ليت ابن داود كان عمر، ولكن الشعراء بباب عمر

4 ...

والأبيات من قصيدة لأحمد بك شوقي، يصف بها دخوله الآستانة يوم عيد الجلوس الهمايوني. ولما فرغت من تلاوة هذه الأشعار قلت مقسما إن أحمد لهو أبو تمام هذا الزمان، إذا علا لا يشق له غبار. •••

ثم لما فرغت من كل ذلك تناولت شيخ المجلات الأدبية بلا منازع، ولو لم يكن له من العمر إلا خمس عشرة سنة، ناشر آداب القوم، وصاحب المقالات الإنشائية الاجتماعية والاقتصادية واللغوية، والروايات التاريخية التي لم يسبق إليها في اللغة العربية. وأظنك عرفت أني أريد لهذا الوصف «الهلال»، وفضل زيدان صاحبه على آداب العرب، خصوصا بعد الفتح الإسلامي، لا يربو عليه فضل؛ فقد حبب إلى الناس مطالعة تواريخ هذه الأمة في نهضتها وكبوتها، وسهلها عليهم برواياته، واستخرج لآلئ تمدنها من مغاصها في مؤلفاته. وفي الأمرين له فضل المنشئ المجتهد والمؤلف المبتكر.

والعدد الذي وقعت يدي عليه هو الأول من السنة السادسة عشرة، وفيه، عدا عروس فرغانة التاريخية وغيرها من المباحث، من المقالات الموافقة للمقام ما يدل على حسن ذوق صاحبه في انتقاء المواضيع، ك «استقلال أمريكا من سلطة الإنكليز»، و«مصر والشام»، و«حرية الصحافة في إنكلترا ومصر»، وفي مطالعة كل منها عبرة لقوم يعقلون، ولا سيما في هذا الدور الذي بلغت فيه عندنا فوضى المطالب مبلغا تاه فيه الزعماء قبل الأحزاب. فدرس أسباب ارتقاء الأمم مفيد لنا، فنجتنب ضلالهم في عثارهم، ونهتدي بهديهم في نجاحهم. ذلك خير لنا من إثارة هذه الحرب بيننا على أحزاب لا وجود لها إلا في رءوس زعمائها، حتى سخر بنا النازلون بيننا من الأمم الراقية من مباحثنا العقيمة، فكأننا نلنا كل ما ارتقت به الأمم، ولم يعد ينقصنا إلا الأحزاب.

والأحزاب يا سادتي، إذا جاز لي هذا القول، هي في نظام الاجتماع من الكماليات، ونحن لا نزال في حاجة إلى أقل الضروريات، ونشوءها لا يكون بإتلالها، بل تنشأ من نفسها متى اكتمل الاجتماع. فزعماؤنا يحاولون أن يخلقوا في نظام اجتماعهم جسما مشوها، ولكي أثبت أن زعماءنا رءوس بلا أجسام فلينهضوا ونرى كم ينهض وراءهم. فاتقوا الله في الأمة التي أنتم هداتها، وانظروا إلى مصلحتها وانبذوا الغايات؛ ذلك أجلب للمنفعة وأدعى للفخر.

أراني تهت في الموضوع، فمن الهلال إلى الأحزاب بون شاسع، ولكن تسلسل الأفكار ينقلك من أقصاها إلى أقصاها لأقل سبب، سنة الطبيعة في كل أعمالها.

Unknown page