Laali Saniyya Fi Tahani Sultaniyya

Salim Qabcin d. 1370 AH
50

Laali Saniyya Fi Tahani Sultaniyya

اللآلئ السنية في التهاني السلطانية

Genres

تفضل عظمة مولانا السلطان فزار مدرسة المعلمين السلطانية في درب الجماميز صباح الأربعاء الموافق 17 فبراير سنة 1915 / 4 ربيع الثاني سنة 1333، فسار بموكبه الحافل إليها حيث استقبله عند مدخلها صاحب السعادة إسماعيل باشا حسنين وكيل وزارة المعارف وغيره من كبار الموظفين والمفتشين في تلك النظارة. فتنازل عظمته وصافحهم شاكرا لهم حفاوتهم به، وكان تلامذة المدرسة مصطفين في فنائها صفين، فلما طلع عليهم عظمته هتفوا ثلاثا: (ليحيى مولانا السلطان حسين)، ثم تفقد عظمته الصفوف، ولما دخل غرفة الانفتياتر تقدم التلميذ فهمي أفندي الرشيدي وفاه بين يدي عظمته كلمة ترحيب افتتحتها بالبيت الآتي:

اليوم أصبح نور العلم منتشرا

واختال معهدنا تيها بمولاه

فوقعت كلمته في نفس مولانا السلطان وقعا حسنا، وأجاب أعزه الله على ذلك بالنطق العالي الآتي:

أنا متشكر وممنون جدا من زيارتي لمدرستكم ومن سماعي لهذه الخطبة المكتوبة بقلم عال وبفكرة نيرة.

وليكن في علمكم أن زيارة المدارس من أوجب الواجبات علي وتشجيعها والسعي في تقدمها من أهم الفروض، واعلموا أن الأمة لا يمكن أن تصل إلى درجة الارتقاء إلا بالعلم والتربية المصحوبين بالأخلاق الحسنة، وإنما الأمم بالأخلاق.

لذلك جعلت تشجيعكم وزيارتكم من الفروض الكبرى، لكي تعلموا ويعلم الجميع أنكم معي وأنا معكم، وأني مسئول عن سعادتكم، وأنني وهبت نفسي ومالي لخدمة الأمة والقيام بأعباء شؤونها وسعادتها، وأنني لا أهتم إلا بما يعود عليكم وعليها من الخير والإسعاد.

أيها الطلبة أطيعوا أساتذتكم وأخلصوا في الخدمة لأمتكم، فهي التي ربتكم وهي التي جعلتكم رجالا، ولا نطلب منكم إلا الإخلاص لها، فالإخلاص للوطن هو أول الواجبات عليكم، لتفوزوا بالسعادة الدائمة.

نعم، فليكن في علمكم أنني وهبت روحي ومالي وكل قواي لخدمة الوطن، وأنتم من أبنائه الذين ستقومون بخدمته وفي ترقية شؤونه اقتصاديا وماليا وعمليا، إن الأمة لا يهمها إلا ترقية المدارس ولذلك أنا أسعى وأبذل كل ما في جهدي في تشجيعكم لتكونوا نابغين مخلصين، وأنا أسديكم شكري وممنونيتي.

وأحسن ما يؤثر عن عظمته قوله لطالب في الصف المنتهى:

Unknown page