كصوت والده . وقال يا بني لا تبكي واتيني بابنك الصغير حتى تذبحه لي فاني ارد اليك جميع ما اخذ لك فاحضر ابنه الى القبر وذبحه للشيطان فلما فعل ذلك دخل الشيطان فيه فعلمه السحر وكشف عن سرايره وعلمه الرجز والافك . ومنذ ذاك قرب الناس للشياطين اولادهم وفي تمام ماية سنة من حياة ناحور نظر الله عز اسمه الى طغيان الناس وذبحهم اولادهم للشياطين وسجودهم اللاصنام . فارسل الله تقدست اسماوه عليهم رياحا عاصفة اقتلعت الاصنام والذين كانوا يخدمونها فطمرتها في الارض واسفت عليها تلالا عظاما وروابي شامخة فهي تحتها الى اليوم فزعم قوم لذلك ان في زمان تارخ كان طوفان ريح وقالت علما الهند ان هذه التلال حدثت في ايام الطوفان . وقد أبطلت لان عبادة الأصنام كانت بعد طوفان الما ولم يرسل الطوفان عليهم على عبادة الأصنام . وانما فعل ذلك لما كان على الارض من الفساد في ولد قايين والملاهي التي احدثوها ولم يكن الناس يسكنون هذه الارض الوعرة الوحشة ولكن لما لم يستاهل ابانا مجاورة الفردوس طرحوا اليها . ثم اخرجوا من السفينة الى هذه الارض فتفرقوا في أقطارها . وقد ابطل من زعم أن هذه التلال المرتفعة لم تزل في الارض . لانها تكونت منذ وقت غضب الله لعبادة الأوثان فصار اعلاها اسفلها وليس في الارض تل الا وتحته شيطان ظهر مع صنم وفي ايام نمرود الجبار نظر الى نار من السما ونار تطلع من الارض . فلما راها نمرود سجد لها واقام في الموضع الذي راها فيه قوم يخدمونها ويلقون فيها اللبان . ومنذ ذلك الوقت سجدت المجوس للنار لما راوها طالعة من السما ومن الارض . وصاروا يعبدونها الى اليوم ووجد رجل ريس من المجوس يقال له ساسر بموضع من بلد
Page 36