============================================================
عفا الله لهم وأولياؤه أعظم ما نالهم منه . واعليوا أن الله سبحانه لا يحرى على أيدى أوليائه عقوبة إلا لمن استحقها ، ولا أمرا إلا مايرضاه ، فليحمد الله إذ عجل له بالعقوبة فى الدنيا ولم يرخرها إلى الآخرة ، إذ كانت الآخرة أشد عذابا وأبقى، وأن جعل عقوبهم فى دار الدنيا التى جعل فيها عقوبة أوليائه وأصفيائه وثواب من رأى أن يثيبه من أعدائه لثلا يتلقاه ولى له وعليه تباعة ولا عدو وله حسنة، وقد عاقب كثيرا من أنبيائه فى عاجل الدنيا بذنوب صغائر يعمل كثير من الناس أمثالها فلا يعاقبون فى الدنيا عليها ومن [14 عوقب مهم بها فلعله لا يدرى بأى أسباب العقوبة كانت عنها . وقد جاء عن الائمة صلوات الله عليهم ذكر أسباب ما عاقب الله عز وجل عليه سلمان وأيوب ويعقوب ويونس وأن ذلك لصغاتر كانت بينهم من الذتوب يخرج عن حد هذا الكتاب لو ذكرناه لطال الاخبار عنها لولا أن ذلك روى لما علم أن مثل تلك العقوبات العظيمة كانت من أجل تلك الذنوب وكذلك يعاقب المؤمن فى الدنيا يما لعله لا يعلم كثيرا من أسباب ما يعاقب به فيها، وقد قال الله تعالى و وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" (1) وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله * ما توقون آكثر ماتلقون وسئل عن قوله تعالى وومن يعمل سوءا يجز به فقيل له يارسول الله لإن كنا نجزى فى الآخرة بكل سوء عملتاه فى الدنيا لقد هلكنا . فقال : ليس الأمور كما تظنون ، أما تصابون فى الدنيا بمصائب ، أما تألمون أما تحزنون أما تصيبكم الآفات . قالوا : بلى يارسول الله . قال : فذلكم [40 ب] ماتجزون، وقد جاء فى بعض الآخبار أن رجلا حج فبينما هو يطوف اذ نظر بامرأة فى الطواف بين يديه فأعجبه مارأى من خلفها، فوضع يده على عجيزتها فغمزها بها فقالت : من هذا الذى يمس منى فى هذا الموضع ماحرم الله قطع الله يده ، فانصرف الرجل من يومه إلى منى وبات في رحله فبينما هو (1) سورة الشورى 39/42
Page 79