============================================================
به وبمثله امتحن العالم موسى عليه السلام لما أراد صحبته ، وقد روى أن رجلا [128] من أهل الشام أقى ابن عباس فسأله عن أفعال كانت لعلى عليه السلام فى حربه فقال له ابن عباس : سل عما يعنيك . فقال له الشامى : إنى لم آتك من حمص لحج ولا عمرة، ولا أتيتك ولا لشرح ما سألتك عنه من أمر على فقال له ابن عباس : إن علم العالم صعب لا يحتمل ولا تقربه قلوب اكثر الناس، إن مثل على فيكم كمثل العالم وموسى قال الله تعالى لموسى لما سأله النظر اليه يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى فذ ما أتيتك وكن من الشاكرين . وقال : وكتبنا له فى الالواح من كل شىء موعظة وتفصيلا ، فظن موسى عليه السلام أنه بلغ غاية العلم كما ظتلتم أتم إن علمامكم قد بلغوا ذلك وأثبتوه لكم ، فأراه الله عجزه بامتحان العالم (ياه وصحبته له ، فلبا خرق العالم السفينة عن علم بذلك كان خرقه إياه برضى الله وسخط موسى عليه السلام وجهله ، وقتل العالم الغلام عن علم ، فكان قتله لله رضا وسخط موسى و أقام العالم الجدار بعلم وكانت إقامته إياه لله رضا وسخط موسى ذلك وجهله، ثم بين له العالم ذلك وأوقفه عليه كما ذكر الله تعالى فى كتابه؛ وبين [38 ب] ان عباس الرجل أمر ماسأله عنه ، ولو سلم ذلك لعلى صاوات الله عليه ولم يتعقبه من أمره ولم ينكره من فعله لكان ذلك أفضل ، وهو كان الواجب عليه كما أن ذلك كان الواجب على مرسى . وقد اجتمعت الآمة أنه لا يجوز ولا يدبغى لأحد أن يتعقب ولا ينكر ما جاء به الرسول (صلعم) بل الواجب على الخلق تلقى ماجاء عنه بالقبول لقول الله تعالى دوما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فاتهوا، . وقال تبارك أسماؤه ه فلا وربك لا يومنون ختى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يحدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما، (1) فأخبر عز وجل أنهم إن لم يسلواله لم يكونوا مؤمنين وأن ذلك التسليم لا يكون باللسان الظاهر حتى يعتقد بالقلب ولا يكون فى النفس منه حرج وكذلك ينبغى النسليم للاثمة ولا يجوز ولا يحل تعقب أفعالهم ولا (1) النساء 15/4
Page 77