============================================================
لا ينقص مال من صدقة ، فلو كان هذا القول محمولا على ظاهره لكان عدد المال إذا أخرجت منه الصدقة نقص ولكنه أراد صلى الله عليه وعلى آله ان الصدقة المفروضة ليست من مال من هى فى يدية اذكان الله تعالى قد أوجب إخراجها عليه وإنما ماله مابقى له من بعد اخراجها وهى مال لقوم آخرين فى يديه بأمانة الله عنده تعبده عز وجل بحفظها عنده، وامتحثه بدفعها الى من أمره بدفعها اليه . فأما الزكاة التى تسعى أيضا صدقة كما قدمثا ذكر ذلك حين ذكرنا أنها تجب فى كل عام على الناس فى صنوف أموالهم فان الايمة يقتضون الناس فيها ويحبرونهم على إخراج ما وجد فى أيديهم متها ويقبضونها ويجاهدون من منعها، لقول الله عزوجل "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم، فأمره بأخذها وأمر الله واجب فعله على من امر به والائمة فى ذلك يقومون بعد رسول الله صلع بمثل ماكان يقوم به فى قبض الصدقات وكذلك استحل أبو بكر دماء بنى حنيفة اذ منعوه زكاة أموالهم ، وتأول ذلك لنفسه وليس ذك الا للأئمة، فأما من منع زكاته غيرهم فهومصيب فى منعه اياها، وأما الخس فليس يكره الائمة الناس عليه اذ كان حقهم وهم مخيرون بين تركه وأخذه ولم يتعبدهم الله عز وجل بأخذه من أيدى الناس كما تعيدهم بأخذ الزكاة" ولكنه تبارك اسمه تعبد الناس بدفعه إليهم بقوله "واعليوا أن ما غنمتم من شىء فإن لله خمسه ، فأوجب ذلك على الناس وأخبرهم أن الخس مما رزقهم وأغتبهم له ولرسوله ولذى القربى، ولم يأمر رسول الله بأخذه أمر إلزام كما أمره بأخذ الزكاة، ولكنه جعل ذلك له وللأثمة من بعده وأوجب على الناس دفعه إليهم، وأخبرهم أنه لهم دونهم ، فليس يحل لهم منه شىء إلا ما أحله للآثمة لهم ، ثم جعل عز وجل للائمة صلوات الله عليهم عند استنقاذهم أولياء هم فى أموالهم وفيما أحبوه وما رأوا أن يمتحنوهم به مارأوه من ذلك ، وقد امتحن الله عروجل أنبيامه بضروب من المحن يقصر عن ذكرها *ذا الكتاب، وامتحن رسول الله (صلع) وصيه على بن أبى طالب فى حياته:
Page 72