============================================================
فى الفضائل، وتوسلوا إليه بالاعمال الصالحة، فإنها من أقرب الوسائل ، ل وسلوا إليه ما اشتراه منكم من أموالكم وأنفسكم بالجنة التى جعلها ثمنا لذلك لكم ، فإنها أموال إن لم تسمحوا بها فى ذلك سمحتم (1) بها فيما هو قليل النفع لكم ، وإن أمسكتموها تركتموها اغيركم وبقيت تبعاتها عليكم؛ وأنفسكم إن لم تبذلوها فى رضاء ربكم وتبيعوها بالجنة التى اشتراها الله بها منكم انها ذاهبة من غير عوض واصل إليكم، وأجلها مع ذلك مؤقت ولا يقربه اقتحامكم بها فى جهاد عدوكم، ولا يباعده ضنكم عنه بها ولا شحكم دونه عليها ، فما أيسر ما تبذلونه فى ثمن الجنة وما هر إلا اختبار لكم [129) ومحنة ، وما أنتم فى الجهاد إلا بمنزلتين ، كما أخبركم الله تعالى على إحدى الحسنين إما السلامة التى إياها تؤثرون وإليها تركنون ، أو الشهادة فإلى الحياة الدائمة تصيرون . قال الله عز وجل ( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتأ بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين .. الاية (2) ) فلمثل هذا عباد الله فليعمل العاملون، وفيه فليتنافس المتنافسون، وفى الجنة ونعيمها فليرغب الراغبون ، إنها دار لا يحزن ساكنوها ولا يظعن عنها قاطنوها، من الدر والجوهر قصورها، وكاللؤلو والمرجان حورها، ومن الماء الفرات والخمر والعسل واللبن أنهارها ، وبأصناف الثمار الدائمة تهدل أشجارها، ويحلون، فيها من أساور من ذهب، ولباسهم فيها حرير، والملائكه يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ، وعلى الأسرة والأرانك يتكثون ، ومن الحرير والسندس يفترشون ، ويطوف عليهم غليان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون پاكواب وأباريق وكأس بمن معين ، لا يصدعون عنها [29 ب ولا ينزفون، وفاكهة مما يتخيرن، ولحم طير بما يشتهون ، وحور عين كأمشال اللؤاؤ المكنون ، ولهم فيها ما تشتهى الأنفس، ولهم فيهاما يدعون ، فهذه أيها المؤمتون بعض صفات الله ربكم للدار التى اشترى بها منكم أنفسكم (1) ف الاصل سمهم(2) آل همران 169/3 - 170
Page 67