============================================================
فضل الجهاد وذكروا به إخوانكم، فقد جاء عن رسول الله (صلع) أنه قال : جميع أعمال البركلها فى عمل الجهاد كنقطة فى بحر لجى، وان ذلك فى المشقة والكلفة، . ك ذلك كم فرق بين ألم الصلاة والصيام وغير ذلك من أعمال البر اا وبين ألم ضرب السيوف وطعن الرماح، ومشقة السفر ومباشرة الحر والنمر والاغتراب عن الولد والاهل ، وكم بين بذل المال وبذل النفوس فى غير ذلك من أعمال البر إذا قيس تعبه ومشقته إلى تعب الجهاد ومشقته ، كان كما قال رسول الله (صلع) "كالنقطة فى بحر لجى، وكذلك قدر ثوابه ودرجات أهله [127] وفضل أصحابه بقدر ما ينالهم من ذلك فيه ، وكذلك وجوهه ووجوه مشقته واختلاف أحواله كغرق البحر الذى اقتحم أهله الخطر فيه ، وركبوا هول البحر له لم يغدوا فيه غدوة آمنين، ولا أراحوا له روحة من الخوف سالمين، ولا ظلوافيه ساعة مطمثتين ، فهم طول ماهم فيه من ثواب المكافين لعدوهم المناصبين لهم ، فإن عطبوا فيه فلهم أجر الشهداء بلا تغلب ولا قهرمن الاعداء، وإن نجوا منه فلهم ثواب الخوف فيه وحمل أننسهم على التلاف به رجاء ثواب ربهم فى ركوبه ، ولغدوتهم فيه بلا شك أفصل من غدوة القوم فى البر التى قال رسول الله (صلع) لابن رواحة "لو أنفقت ما فى الأرض ما بلغت ثواب غدوتهم ولقدشبه المائد منهم بالمتشحط فى دمه فى سبيل الله فى البر، وحبهم فى إقتحامه سلك الموت بركوبه البحر ، كالميت فى سبيل الله فى البرلاحتف أنفه ، والسالم فيه كالظافر فى البر بعدوه ، وقد قال رسول الله (صلع) "كل بر حتى يقتل الرجل فى سبيل الله ، فأخبر أنه لا ثواب [27 ب] أعظم منه ؛ فاعرفوا رحمكم الله قدر ثواب الجهاد [ ولا تغفلوه ولا تركنوا إلى الهوينا والدعة فيه ، فليس على الهوينا والدعة ثبت أصل دينكم الذى أتم عليه، ولا بهما بسق فرعه الذى أتم ثمرته، ولو ركن إلى ذلك من كان قبلكم لماكنتم أنتم ؛ فصلو اما ابتدأه لكم إخوانكم الذين أمركم الله تعالى بالاستغفار لهم، ولاتهدمواما بنوه لكم، فقل بتناء ترك لم يتعاهد فيرم إلا انهدام أورث
Page 65