============================================================
ومن عصانى فإنك غنوررحيم (1) " وقوله تبارك وتعالى "ومن يتولاهم منكم فإنه منهم 2) ، فالمجاهدون كما أمرهم الله عز وجل بأموالهم وأتفسهم فى سبيل ربهم داخلون في سعة هذا الفضل الذى لا يقصر عن أهل الدنيا لو دخلوا فيه بل يسعهم منه ما يتصر آمالهم دونه ؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله لعبد الله بن رواحة وقد تخلف عن بعث بعثه فغدوا متوجهين "لو أنفتت مافى الأرض جميعا ما أدركت فضل غدوتهم ، فأى فضل يكون أعد أعظم من فضل لايدرك بحميع ما فى الأرض ، لم يستثن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله من ذلك شيئا، وكتاب الله يؤكد ذلك قال الله تعالى فيمعن أوجب له النار " لو أن لهم ما فى الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عناب يوم القيامة ما تقبل مند: (3) فإذا كان ما فى الأرض ومثله معه لا يوجب الجنة التى أوجبها الجهاد فى سيل الله بقوله : لرإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله ، الاية وقال :(يا أيها [25 ب] الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ال ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم . فالجهاد فى سبيل الله أفضل من الدنيا وما عليها ومثله معه كما قال الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وذاك أن المجاهد فى سييل الله يبذل مهجة نفسه فيه التى لوعرضت عليه الدنياوما فيها ومثلها معها ببذلها لما قبلها، فكذلك يكون ثوابه على الله الجنة التى أعدها لأوليائه ولاهل طاعته من عباده ؛ فاعرقوا عباد الله قدر الجهاد فى سبيل الله مع أيمتكم وثوابه ولا تغقلوا عنه ولا تجهلوا متداره ولا تتهاونوا بأسبابه ولا تزهدوا فى ثوابه، فإن المجاهدين فى سبيل الله سادات عباد الله وأهل المنزلة عند أولياء الله، قد عظم الله فى أعين عباده وقلوبهم فى الدنيا مقدارهم، وأجرى على ألسلهم (1) سورة ابراهيم 4 36/1 (2) سورة المائدة هاه5 (3 سورة التوبة 41/9
Page 63