============================================================
الى أمرهم فيما أرادوهم له وندبوهم إليه واستعملوهم له وصرفوهم فيه هم المطيعون لله القائمون بنواتب الله الحافظون لحدود الله المجاهدون فى سبيل الله والمقيمون لاحكام الله الظافرون بالرحمة والثواب وطوبي لهم وحسن مآب . ولو لم يصبر العباد على فرائض الله ويقوموا بنوائب أولياء الله وتواكلوا وتخاذلوا فى دين الله لحلوا محل شقواتهم وويلهم ولتخطفهم الناس من بين أيديهم ومن خلنمهم ولاكل القوى الضعيف واضطهد الشريف عند نفسه المشروف ، تعوذ بالله [121] من البلاء والخذلان ومن الفشل فى الدين المحل بأهل البأس والهوان .
وأما الشكر فبه تدوم النعم، ويرجى المزيد للشاكرين ، وبتركه دخل التاركون له فى جملة الكافرين . قال الله عز وجل وهو أصدق القائلين "لتن شكرتم لا زيدنكم ولين كفرتم إن عذابى لشديد، (1) وقال رسول الله (صلع) رمن أسدى إليه معروف فليكافىء عليه ، فإن لم يحد مكافأة فليشكر، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة ولم يرض الله عز وجل من عباده فيما أنعم به عليهم بشكر النعمة له وحده تعالى وتقدست أسماؤه لاشريك له حتى أوجب عليهم شكر من أجرى نعمتة لهم على يديه من خلقه فقال * أن اشكر لى ولو الديك إلى المصير (1) وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله يقول الله جل ثناؤه يوم القيامة لبعض من لم يشكر المعروف لمن صنعه إليه، صنع بك عبدى فلان قلم تشكر له وكفرته ، فيقول يارب عليت أن ذلك منك فشكرتك، فيقول معروذا الله عز وجل : كلا لم تشكر لى إذ لم تشكر من سببت لك ذلك على يديه، . فإذا كان شكر تربية الوالدين ، وشكر نعم الناس بعضهم على بعض فرضا وتركه كفرا ، فكيف بشكر الائمة صلوات الله عليهم (على ما لا [21 ب] يحصى من نعمهم، أما وليهم فقد أحيوه من موت الجهل بالحكمة، وبصروه بعد عى الجهل واستخرجوه إلى النور من الظلية وهدوه من الضلالة وعليوه من بعد الجهالة واستنقذوه من النار ، وأحلوه محل الابرار،
(1) سورة ل*اهيم7/14. (2) سورة بن 13/31
Page 59