============================================================
(4) ذكر توقيد الدئمة و تعزيزهم واجهد لهم و تعظبمهم صلوات الله هايرم تعظيم الأئمة صلوات الله عليهم وإجلالهم ما أوجبه الله عز وجل على العباد لهم، إذقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه، وحرس(1) عباده عليهم وأمرهم برد ما اختلفوا فيه إليهم ، فما كان يحب لرسول الله صلع من التعظيم والتعزيز والتوقير على أهل عصره ، يحب لكل إمام على أهل دهره اذكانت طاعهم مقرونة بطاعته وإن علت منزلة النبى (صلع) وارتفعت درجته لارتفاع درجة الرسالة على درجة الإمامة، فإن تعظيمهم من تعظيم الله جل وعز الذى أقامهم لخلقه، كماكانت طاعتهم موصولة بطاعته، ولانه جعطهم القائين بأمره والدعاة إليه وأهل الدلالة عليه، فيلبغى لكاقه الناس تعظيمهم واجلالهم فى أعينهم وصدورهم والتذلل والتواضع لهم ، ورفعهم فى النلوب والابصار عن أقدار ملوك الدنيا وجبابرتها، وإحلال مهابتهم فى النفوس فوق محل سلاطين الدنيا فيها ، وإعتقاد ذلك التعظيم والإجلال والهيبة والاكبار لله الواحد القهارلمكاتهم منه وجلالتهم لديه، [111] واذا نظر أهل الدنيا إلى ملوكهم بعين تعظيم ما عندهم من حطامها، وهيبة مخاقهم من سطواتهم فيها، فلينظر أتباع الاسيمة وأولياؤهم إليهم بعيون من يرى عظمة الإمامة فيهم، ويعرف سيماء الحكمة فى وجوههم، وينظر إلى هيبة سلطان الدين لديهم ، وينزلوهم فى قلوبهم بمكانهم من الله ، ويشعروا بخافتهم منه فى ترك ما أوجب من تعظيمهم ، ويخافوا تضييع ذلك على أنفسهم ، وليكن نظرهم إليهم نظر فكرة فى ذلك واعتبار، ورغبة فيه واستصار؛ لا نظر
(1) مكذا لى الأصل ولعل الصواب حرض :
Page 47