============================================================
ولأوليائه وللمؤمنين ، وليس فى ترك النصيحة لله ولأوليائه رخصة ولا عنر لتارك ذلك على حال من الأحوال . قال الله عز وجل . " ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يحدون ما ينفقون حرج إذا تصحوا الله الورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يحدوا ما ينفقون (1) فلم يحعل الله عز وجل لهم فى ترك النصيحة رخصة ، كما جعل لهم فيما لا يستطيعونه مما ذكره، كما لم يجعل أيضا فى اعتقاد المحبة بالقلب رخصة قال الحسين بن على (صلع) * من أحبتا بقلبه وجاهد 0بلسانه ويده فهو معنا فى الرفيق الأعلى، ومن أحبنا بلقبه وذب عنا بلسانه وضعف أن يجاهد معنا ييده فهو منا في الجنة دون ذلك منزلة، ومن آحبتا بتليه وضعف آن جاهد ما بلسانه ويده فهو معنا فى الجنة دون ذلك، وليس دون ذلك شيء فالنصيحة والأمانة لأولياء الله أقل واجبهم، فن خانهم وغشهم فقد انسلخ من ولايتهم ، فاحذروا عباد الله الغش والخيانة لهم ، فوالله لو لم يرغب الراغب فى الأمانة والنصيحة لهم إلا فى دوام عاجل نعمة الدنيا وشرف ذكرها وأمن عقوبتها، لكان جديرا بذلك، فكيف بثواب من الله لا عوض له منه يرجوه، وعذاب لاعاصم له منه يخافه، ولقد رأيت كثيرا من أوباش الناس وعوامهم ومن هو أقرب شبها بالبهائم منهم بالناس كالصناع والمضاربين والحمالين يؤدون ما اتتمنوا عليه، مع فقر مدقع وحاجة شديدة، لا لدين ولا لمعرفة ولا لاعتقاد ولكن خوفا من أن يخونوا أو ينكروا ما صار إليهم فيتناذرهم الناس ولا يستعملونهم ، فكيف بمن فيه حشاشة من دين أو أدب ، وله فى حظ نفسه حسن نظر، لا يحذر إن خان سقوط المنزلة ، وانقطاع مادة الخير عنه ، إن لم يكن من يرجع الى ثواب [10 ب] يرجوه أو عذاب يخافه.
(1) التوبة 91/9، 92
Page 46