============================================================
من يجاهد فى نسبيلك، ويقول آخرون : ربنا إنا كنا ممن يدمن حج بيتك، ويقول آخرون ربنا إنا كنا ممن ينفق ويصلى ويتصدق لوجهك ، فيقول الله عزوجل : كذبتم إنما فعطلتم ذلك ليقال ما أشجع فلانا ، وما أكثر حج فلان ، وما أسمح فلانا ، فقد قيل ذلك ، اذهبوا بهم إلى النار، ثم يقول عز وجل: إنى خير شريك فمن أشرك معى فى عمل يعمله غيرى أسلبته لمن أشركه فيه معى . ففى أى حال كان هذا المعجب من هذه الأحوال فقد هلك باعجابه إذ لم يعرف قدر نفسه ، ولذلك قيل ماهلك امرؤ عرف قدره .
فأما من أنف من أتباع الائمة صلوات الله عليهم عن الإنصاف فى الخصام، ل ومساواة من خاصمه عند القضاة والحكام ، وفى السلم من عدو أو ولى أو ذى يرى أنه له فضل فى ذلك عليه وأن قربه من أولياء الله يوجب له مالا يجب مثله عليه فتكبر لذلك وذهب بنفسه وعند عن الحق واستطال على خصمه فإنه لم يعرف فضل نعمة الله فى قرب أوليائه عليه، ولا ما أوجب الله من الحق فيه إذظن أن ذلك يوجب الحيف له ، والميل اليه ولو عرف ن فسه، وعلم أن قربه من أولياء الله لولم يكن له لكان عند خصمه أهون منه عنده فوجب أن يساويه ولا يستطيل بسلطان أولياء الله عليه، وهم أهل العدل يين عباد الله والتسوية فى حقه بين خلقه ، كما أمرهم بذلك جل ثناؤه ، ولا ينسب 6] الحيف عند الجهال بهم اليهم، ويقيم لهم الحجة بذلك عندهم عليهم، ويوهمهم أن ذلك من أمرهم ورأيهم، وقدبرأالله الاثمة من الجور ونزههم ~~عن الظلم ففاعل هذا فى الإثم كالناصب لهم والباغى عليهم ، اذكان قدتعدى أمرهم وعدل عن حكمهم واستعمل سلطانهم فى خلاف ما أمروه به، وسلك به غير السيل الذى به سلكوه ، فعليكم عباد الله بالتواضع لله ولأوليائه واطراح الكبر والانفة فى حقوقه ، والمساواة فى ذلك لمن نازعكم والعدل فيما ينكم وبين من طلبتم بحق أو طالبكم فان ذلك مما يرفع من أقذاركم ، ويعظم ثوابكم ب عند ربكم، ويحسن فيه ثناء الناس عليكم، ويشكرون له سير أثمتكم
Page 100