205

فالسعيد من العبيد من كان مع الله كما يريد فإن أراد منه النزاع نازع لكن هو ولزاع بحكم الشرع لا بحكم الطبع. لولا الفرج الإلهي ما تاب التائب ولولا التبشبش الرباني ما اتصف آتي المسجد بالذاهب.

ووقال: لما أراد الحق تعالى المناجاة في مسجد الجماعات أمر بإعلان الأذان لأصحاب الآذان ، فمن أجاب الداعي فهو صاحب السمع الواعي وما ال لأحدية في النداء أثر ولا في شجرتها ثمر فالله أكبر مفاصلة ولا إله إلا اللها فاصلة والشهادة بالرسالة مفاصلة عن مواصلة الحيعلتين مقابلة والنداء مؤذن بالبعد والأذان لنا دليل على عدم عموم الرشد فإن رعاة الأوقات عارفون بالميقات، فالأذان لا يكون إلا لمن هو مشغول بالأكوان مأثم إلا مشتغل لأ ه بالأصالة ينفعل وإن كان الفاعل منفعلا للمنفعل فهو فضل منه أدعون أاستجب لكر) [غافر: 60] . وقال: على قدر دعوى الإيمان يكون الامتحان فالمؤمن ليس في أمان إلا في أكدار الحيوان.

وقال: الإيثار ليس هو من صفة علماء الأسرار لأن ما هو لك لا تقدر اعلى دفعه وما هو لغيرك فلا تقدر على منعه فأين الإيثار؟ فالأمر أمانة فأدها وإلا سلب عنك اسمها وقال : ليس العجب ممن ساء سبيلا إنما العجب ممن اتخذ مستخلف ووكيلا ولولا ورد بذلك الأمر الرباني لرده الأدب الكياني ما أجهل أكثر الناس بمواطن الأدب وهو الذي أداهم إلى العطب وقد يكون ترك الأدب أدبا كما اكون ترك السبب سببا، ومن قال: برفع الأسباب فلا بد له من الابتلا فاعتبروا يا أولي الألباب.

وقال: لا تبلغ الأعاجم مع امتلاثها في سمائها مبلغ الأعراب دليلنا الخيل العراب؛ الإعجام إبهام والإعراب إبانة الكلام. اختص الإعجاز بالقرأن اوإن كانت جميع الكتب كلام الرحمن. وقال: المنزلة الرفيعة في التزام الشريعة فلا تشرع من عند نفسك قط حكما وقل رب زدنى علما [طه: 114]. وقال : المشاورة وإن نبهت على ضعف الرأي فهي من الرأي لا يطلع اعلى مراتب العقول إلا أصحاب المشاورة فإنها أجمع للفهم والفكر. وقال:

Unknown page