خصائص مسند الإمام أحمد بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر وأعن يا كريم برحمتك. قال الشيخ عبد المنعم بن علي بن مفلح الحنبلي أخبرتني الشيخة الجليلة الأصيلة المسندة المعمرة أم عبد الله عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الصالحي إجازة منها قالت أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن تمام بن حسان الصالحي وغيره عن أبى العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي سماعا "ح"١ قالت عائشة وأنبأتنا به عاليا بدرجة أم عبد الله زينب ابنة عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحمن البجدي عن الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي قالا: أنبأنا الحافظ أبو موسى محمد بن عمر بن أحمد بن عمر الأصبهاني المديني رحمه الله تعالى قال: الحمد لله الواسع المنعم المفضل المكرم العالم المعلم. _________ ١ درج المحدثون على كتابة هذا الرمز في الأسانيد للإشارة إلى تحويل إلى سند آخر يلتقي مع الأول معجم المصطلحات الحديثية ٣٥.

1 / 9

الذي أحسن بدءا وغفر آخرا وصلواته على محمد المختار من خلقه وعلى آله. أما بعد فإن مما انعم الله علينا أن رزقنا سماع كتاب المسند للإمام الكبير إمام الدين أبى عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى فحصل لي والدي ﵀ وجزاه عني خيرا إحضاري قراءته سنة خمس وخمسمائة على الشيخ المقرىء بقية المشايخ أبي علي الحسن بن الحداد وكان سماعه لأكثره عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ وما فاته منه قرىء عليه بإجازته له وأبو نعيم كان يرويه عن شيخه أبي علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي على ما تنطق فهرست مسموعاتي بخط والدي ﵀ ثم قرأناه أجمع ببغداد على الشيخ الرئيس الثقة أبي القاسم هبة الله محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني من أصل سماعه إلا ما لم يكن عند شيخه عن أبي علي الحسن بن علي بن المذهب التميمي الواعظ١ عن أبي بكر. _________ ١ قال الذهبي في الميزان الظاهر من ابن المذهب أنه شيخ ليسي بمتقن وكذلك شيخه ابن مالك "يعني القطيعي" ومن ثمة وقع في المسند أشياء غير محكمة المتن ولا الإسناد اهـ وذكر الحافظ أبو بكر بن نقطة أن ابن المذهب فاته على القطيعي من المسند: مسندا عوف بن مالك وفضالة بن عبيد وكلاهما من مسند الشاميين وقال ابن حجر ذكر بعض الحفاظ أنه فاته عليه أيضا خمسة وثلاثون حديثا من مسند جابر وهي من حديث أبي الزبير سألت جابرا: متى كان يرمي وهو من رواية ابن لهيعة عن أبي الزبير وآخرها حديث "أبي الزبير عن جابر" في النهي عن الأكل بالشمال.........=

1 / 10

أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي١ عن عبد الله٢ بن أحمد عن أبيه رحمهما الله تعالى. ولعمري أن من كان قبلنا من الحفاظ يتبجحون بجزء واحد يقع لهم من حديث هذا الإمام الكبير على ما أخبرني الإمام الحافظ أستاذي أبو القاسم إسماعيل ابن محمد ﵀ في إجازته لي قال: أخبرنا أبو بكر بن مردويه قال: كتب ألي أبو حازم العبدوي يذكر أنه سمع الحاكم أبا عبد الله عند منصرفه من بخارى يقول كنت عند أبي محمد المزني فقدم عليه إنسان علوي من بغداد وكان أقام ببغداد على كتابة الحديث فسأله أبو محمد المزني وذلك في سنة ست وخمسين وثلثمائة عن فائدته ببغداد وعن باقي إسناد العراق فذكر في جملة ما ذكر سمعت مسند أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى من أبي بكر بن مالك في مائة جزء وخمسين جزءا٣ فعجب أبو محمد المزني من ذلك. _________ = وهو من رواية مالك عن أبي الزبير وهي في وسط الجزء الرابع من مسند جابر والله أعلم. ١ وذكر أبو بكر بن نقطة: أن القطيعي فاته عليه خمسة أوراق من مسند عبد الله بن مسعود فرواها عنه بالإجازة وهي من أوله قال ابن طولون: رأيت بخط الرحال النجم بن فهد أنه فاته على عبد الله عشر ورقات من أول مسند ابن مسعود. ٢ قال ابن حجر وكان الإمام أحمد لما جمع المسند لم يرتب مسانيد المقلين فرتبها ولده عبد الله فوقع فيه إغفال كثير من جعل المدني في الشامي ونحوه ذلك اهـ. ٣ هكذا هنا قال ابن طولون: وعدة ما فيه من المسانيد ثمانية عشر مسندا تشتمل على مائة واثنين وسبعين جزءا من نسخة أبي علي بن المذهب...............=

1 / 11

وقال: مائة وخمسون جرءا من حديث أحمد بن حنبل كنا ونحن بالعراق إذا رأينا عند شيخ من شيوخنا جزءا من حديث أحمد بن حنبل قضينا العجب من ذلك فكيف في هذا الوقت هذا المسند الجليل فعزم الحاكم على إخراج الصحيحين ولم يكن عنده مسند إسحاق الحنظلي ولا مسند عبد الله بن شيرويه ولا مسند أبي العباس السراج وكان في قلبه ما سمعه من أبي محمد المزني فعزم على أن يخرج إلى الحج في موسم سنة سبع وستين فلما ورد في سنة ثمان وستين أقام بعد الحج ببغداد أشهرا وسمع جملة المسند من أبي بكر بن مالك وعاد إلى وطنه ومد يده إلى إخراج الصحيحين على تراجم المسند. _________ = هكذا مسند العشرة وما في آخره من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وزيد بن حارثة والحارث بن خزيمة وسعد مولى الصديق تسعة أجزاء ومسند أهل البيت جزء واحد ومسند بني هاشم العباس وبنيه الفضل وتمام وعبيد الله وعبد الله جزء واحد ومسند عبد الله بن العباس خمسة عشر جزءا ومسند عبد الله بن عمر بن الخطاب ثلاثة عشر جزءا ومسند أبي سعيد الخدري سبعة أجزاء ومسند أبي هريرة خمسة عشر جزءا مسند عبد الله بن عمرو بن العاص وما في آخره من حديث أبي رمثة أربعة عشر جزءا ومسند عبد الله بن مسعود سبعة أجزاء ومسند جابر بن عبد الله ثمانية أجزاء ومسند أنس بن مالك أحد عشر جزءا ومسند المكيين والمدنيين أربعة أجزاء ومسند الكوفيين سبعة أجزاء ومسند البصريين اثنا عشر جزءا ومسند الأنصار وغيرهم من القبائل خمسة عشر جزءا ومسند النساء ثمانية أجزاء وفي أثنائه من الرجال ستة عشر رجلا وفي آخره ستة آخرهم شداد بن الهاد نقلت ذلك من خط التقي الجراعي وقال نقلت ذلك من خط من نقله من خط الحافظ عبد الغنى المقدسي وقابلته ثم عددته فوجدته يزيد جزءا في العدد فلا أدري. الخلل حصل في الأفراد أو في الجمع والله أعلم. اهـ

1 / 12

قال شيخنا الحافظ رحمه الله تعالى وفي هذه السنة مات ابن مالك في آخر السنة سنة ثمان وستين وأبو محمد المزني هذا من الحفاظ الكبار المكثرين. وهذا الكتاب أصل كبير ومرجع وثيق لأصحاب الحديث انتقي من حديث كثير ومسموعات وافره فجعله إماما ومعتمدا وعند التنازع ملجأ ومستندا على ما أخبرنا والدي وغيره رحمهما الله تعالى أن المبارك بن عبد الجبار أبا الحسين الكتب إليهما من بغداد أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد ابن إبراهيم البرمكي قراءة عليه حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء حدثنا موسى بن حمدون البزار قال: قال لنا حنبل بن إسحاق جمعنا عمي لي ولصالح ولعبد الله وقرأ علينا المسند وما سمعه منه يعني تماما غيرنا وقال لنا إن هذا الكتاب قد جمعته وأتقنته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفا فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله ﷺ: "فارجعوا إليه فإن كان فيه وإلا فليس بحجة" ١. _________ ١ قال الإمام الذهبي في السير "١١/٣٢٩" بعد أن أورد هذا الخبر قلت: في الصحيحين أحاديث قليلة ليست في المسند لكن قد يقال: لا ترد على قوله فإن المسلمين ما اختلفوا فيها ثم ما يلزم من هذا القول أن ما وجد فيه أن يكون حجة ففيه جملة من الأحاديث الضعيفة مما يسوغ نقلها ولا يجب الاحتجاج بها وفيه أحاديث معدودة شبه موضوعة ولكنها قطرة في بحر وفي غضون المسند زيادات جمة لعبد الله بن أحمد" وقال قال الإمام أحمد لابنه عبد الله قصدت في المسند المشهور فلو أردت أن أقصد ما صح عندي لم أرو من هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء اليسير ولكنك يا.................=

1 / 13