كذا من أحواله فكان كما قلت الرابع أن ينسب إليه شيء فيريد أن يتبرأ منه فيذكر الذي فعله وكان من حقه أن يتبرأ نفسه ولا يذكر الذي فعله ولا ينسب غيره إليه أو يذكر غيره بأنه كان مشاركا له في الفعل ليمهد بذلك عذر نفسه في فعله الخامس إرادة التصنع والمباهاة وهو أن يرفع نفسه بتنقيص غيره فيقول فلان جاهل وفهمه ركيك وكلامه ضعيف وغرضه أن يثبت في ضمن ذلك فضل نفسه ويريهم أنه أفضل منه أو يحذر أن يعظم مثل تعظيمه فيقدح فيه لذلك السادس الحسد وهو أنه ربما يحسد من يثني الناس عليه ويحبونه ويكرمونه فيريد زوال تلك النعمة عنه فلا يجد سبيلا إليه إلا بالقدح فيه فيريد أن يسقط ماء وجهه عند الناس حتى يكفوا عن إكرامه والثناء عليه لأنه يثقل عليه أن يسمع ثناء الناس عليه وإكرامهم له وهذا هو الحسد وهو عين الغضب والحقد والحسد قد يكون مع الصديق المحسن والقريب الموافق السابع اللعب و
Page 25