أن لا تحققه
أي لا تحقق في نفسه بعقد ولا فعل لا في القلب ولا في الجوارح أما في القلب فبتغيره إلى النفرة والكراهة وفي الجوارح بالعمل بموجبه والذي ينبغي فعله عند خطور خاطر سوء على مؤمن أن يزيد في مراعاته ويدعو له بالخير فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك فلا يلقي إليك بعد ذلك خاطر سوء خيفة من اشتغالك بالدعاء والمراعاة وهو ضد مقصوده ومهما عرفت هفوة من مؤمن فانصحه في السر ولا يخدعنك الشيطان فيدعوك إلى اغتيابه وإذا وعظته فلا تعظه وأنت مسرور باطلاعك على نقصه لينظر إليك بعين التعظيم وأنت تنظر إليه بعين الاستصغار وترتفع عنه بدالة الوعظ بل يكن قصدك تخليصه من الإثم وأنت حزين كما تحزن على نفسك إذا أدخل عليك نقصان وينبغي أن يخطر بقلبك إن تركه ذلك من غير نصيحتك أحب إليك من تركه بالنصيحة فإذا أنت فعلت ذلك كنت قد جمعت بين أجر الوعظ وأجر الغم بمصيبته وأجر الإعانة له على دينه ومن ثمرات سوء الظن التجسس فإن
Page 22