Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
Genres
قال مايك إن الأمر ذاته يصدق عليه.
قال جريجوري هازئا: «أستطيع رؤيته. أستطيع رؤيته سواء أكنت أعلم بوجوده هناك أم لا.»
قال مارك: «أنا أيضا أستطيع رؤيته.»
كان مايك يقف أمامي قليلا على أحد الجانبين. كان فعليا أقرب إلى صني مما هو إلي. لم يكن هناك أحد خلفنا، أنا وهو، فأردت أن أحتك بجسده، خفيفا للغاية ودون تعمد، أن أحتك بذراعه أو كتفه. وعندئذ إذا لم يتحرك مبتعدا - إذا اعتبر بدافع اللياقة أن لمستي مجرد حركة عارضة بريئة - أردت أن أضع إصبعا على رقبته المكشوفة. أكان ذلك ما سيفعله هو، إذا ما كان واقفا خلفي؟ أكان ذلك ما سينصب تركيزه كله عليه، بدلا من النجوم؟
على الرغم من ذلك راودني الشعور بأنه كان رجلا نزيها لا يتساهل مع نزقه، وأنه كان سيمتنع عن فعل كذلك.
ولذلك السبب نفسه، بالتأكيد، لم يأت إلى فراشي في تلك الليلة. كان في الأمر مجازفة حتى يكاد يكون مستحيلا، على أي حال. في الطابق العلوي كانت هناك ثلاث غرف نوم، وكانت كل من غرفة الضيوف وغرفة الوالدين تفتحان على غرفة كبيرة ينام بها الصغار. وأي شخص يتوجه إلى أي من الغرفتين الصغريين كان عليه المرور أولا بغرفة الأطفال. مايك، الذي بات في غرفة الضيوف ليلة أمس، انتقل الليلة إلى الطابق الأرضي، حيث نام على أريكة قابلة للطي والتمديد بحيث تصير فراشا في الغرفة الأمامية. أعطته صني ملاءات نظيفة بدلا من تغيير ملاءات السرير الذي تركه لي.
قالت لي: «هو شخص نظيف للغاية، وعلى كل حال، فهو صديق قديم لك.»
لم يجعلني رقادي في تلك الملاءات ذاتها أنعم بليلة هانئة. وفي أحلامي - لكن ليس في الواقع - كانت لها رائحة أعشاب الماء، وطمي النهر، وعيدان البوص في الشمس الساخنة.
كنت أعلم أنه لن يأتي إلي مهما كانت المجازفة بفعل ذلك هينة. كان ذلك فعلا يوحي بالدناءة والابتذال، في منزل أصدقائه، الذين سيكونون أصدقاء زوجته كذلك، إن لم يكونوا كذلك بالفعل. وكيف عساه أن يتأكد من أن ذلك ما أريده أنا أيضا؟ أو أن هذا ما كان يريده هو حقا؟ حتى أنا لم أكن متأكدة من ذلك. حتى الآن، كان بمقدوري على الدوام أن أعتبر نفسي امرأة مخلصة للشخص الذي تنام معه في أي فترة بعينها.
كان نومي خفيفا، واتسمت أحلامي بطابع شهواني بإيقاع رتيب، وبقصص فرعية مثيرة للغيظ ومزعجة. في بعض الأحيان كان مايك مستعدا للتجاوب، ولكننا واجهنا عقبات. وأحيانا يتشتت انتباهه بأمور أخرى، مثلا حين أخبرني بأنه قد اشترى لي هدية، ولكنه أضاعها، وكان العثور عليها أمرا ذا أهمية كبرى بالنسبة إليه. أخبرته ألا يهتم بذلك، وأنني لا أكترث بالهدية؛ لأنه هو نفسه هديتي، الشخص الذي أحببته وكنت دائما أحبه، قلت له ذلك. ولكنه كان منشغل البال. وأحيانا لامني وعاتبني.
Unknown page