Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj

Muhammad Cabd Nabi d. 1450 AH
102

Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

Genres

قل لهم كل ما يودون سماعه!

ذات شتاء خطرت لمارجريت فكرة تنظيم سلسلة من الأمسيات يمكن للأشخاص فيها التحدث - ليس حديثا مطولا - عن أي موضع هم مطلعون عليه ويهتمون بشأنه كثيرا، أيا كان. فكرت في أن يكون هذا للمعلمين («دائما ما يكون المعلمون هم من يقفون ويغمغمون بكلامهم أمام جمهورهم من الأسرى.» هكذا قالت. «إنهم بحاجة لأن يجلسوا ويستمعوا إلى شخص آخر يخبرهم بأمر ما، على سبيل التغيير»)، ولكن بعد ذلك قرروا أن الأمر سيكون أكثر إثارة للاهتمام إذا ما انضم إليها آخرون من غير المعلمين كذلك. سيحضر الجميع أطباقا من إعدادهم لتناولها على العشاء، ونبيذا أيضا، وكانت أول مرة في منزل مارجريت.

وهكذا وجدت نينا نفسها، ذات ليلة باردة صافية، تقف خارج باب مطبخ مارجريت في الردهة المظلمة والمزدحمة بأشياء أبناء مارجريت من معاطف وحقائب مدرسية وعصي لعبة الهوكي، كان ذلك فيما مضى حين كانوا ما زالوا جميعا يقيمون هنا. في غرفة المعيشة - التي لم يعد يصل منها إلى مسامع نينا أي صوت - كانت كيتي شور تواصل عرض موضوعها المختار، الذي كان عن القديسين. كان كل من كيتي وإد شور من بين «الناس العاديين» المدعوين إلى الحلقة، كما كانا أيضا جيرانا لمارجريت. كان إد قد تحدث في ليلة أخرى، عن رياضة تسلق الجبال، كان قد مارسها بعض الشيء، في سلسلة جبال روكي، لكنه أغلب الوقت كان يتحدث حول بعثات تسلق تتسم بالخطورة والمأساوية كان قد قرأ عنها. (قالت مارجريت لنينا وهما يحضران القهوة في تلك الليلة: «كنت قلقة نوعا ما من أنه قد يتحدث عن تجهيز الموتى.» وضحكت نينا ضحكة صغيرة وقالت: «ولكن ذلك ليس الشيء المفضل لديه، إنه ليس هوايته. لا أظن أنه يوجد الكثير من هواة تجهيز الموتى.»)

كان إد وكيتي زوجين جميلي الطلعة. اتفقت مارجريت ونينا، سرا فيما بينهما، أن إد رجل مثير بصورة ملحوظة، لولا مهنته تلك. كانت يداه الطويلتان والماهرتان شاحبتين لدرجة استثنائية من الفرك والدعك مما يجعل المرء يتساءل: أين كانت تلك اليدان؟ غالبا ما كانت كيتي الريانة الجسد تشير إليه بكلمة «حبيبي». كانت قصيرة، عامرة الصدر، دافئة النظرات، سوداء الشعر، وذات صوت مليء بالحماس، حماس تجاه زواجها، وأطفالها، والمواسم والفصول، والبلدة، وخصوصا تجاه دينها. في الكنيسة الأنجليكانية التي كانت تنتمي إليها لم يكن المتحمسون أمثالها نوعا شائعا، وسرت أقوال أنها كانت ابتلاء حقيقيا، بتزمتها وخيالها وميلها إلى الطقوس السرية العتيقة مثل مباركة النساء بعد الولادة. كانت نينا ومارجريت تريان أيضا أن من الصعب التعامل معها، أما لويس فقد اعتبرها سما فتاكا. غير أن أغلب الناس كانوا مسحورين.

هذا المساء كانت ترتدي فستانا من الصوف الداكن الحمرة، وفي أذنيها حلق صنعته لها إحدى بناتها هدية في عيد الميلاد. جلست في ركن الأريكة وساقاها مطويتان تحتها. كان حديثها لا بأس به ما دام أنه اقتصر على الجانب التاريخي والجغرافي من حياة القديسين، لا بأس بالنسبة إلى نينا، التي كانت تتمنى ألا يرى لويس داعيا لشن هجمة عليها.

قالت كيتي إنها اضطرت إلى استبعاد جميع القديسين من أوروبا الشرقية والتركيز في الأساس على قديسي الجزر البريطانية، وعلى وجه الخصوص أولئك المنتمين إلى كورنوال وويلز وأيرلندا؛ أي القديسين السلتيين ذوي الأسماء الرائعة، ممن كانوا من المفضلين لديها. عندما شرعت تتحدث عما تحلوا به من قدرات على الشفاء والإتيان بالمعجزات، وخصوصا حين بدأ صوتها يتلون بالابتهاج ويجلجل حلقها، ازداد تخوف نينا وارتقابها لوقوع مكروه. قالت كيتي إنها تعلم أن الناس قد يرون طيشا منها أن تتحدث عن أحد القديسين في حين أنها كانت كارثة في الطبخ، ولكن ذلك ما آمنت بأنه السبب الحقيقي وراء وجود القديسين؛ فهم لم يكونوا أسمى وأعظم من الاهتمام بجميع تلك المحن والابتلاءات الدنيوية، وتفاصيل حياتنا اليومية التي قد ينتابنا الخجل من أن نتوجه بها إلى رب الكون كله. عن طريق الإيمان بالقديسين، يمكن للإنسان الاحتفاظ جزئيا بعالم الطفل في داخله، بأمل الطفل في تلقي العون والعزاء. «عليكم أن تصيروا مثل أطفال صغار!» ثم أليست تلك المعجزات الصغيرة هي التي تهيئنا لتلقي المعجزات الكبرى؟ بالتأكيد هي تلك المعجزات الصغيرة.

والآن، هل هناك أي أسئلة؟

طرح شخص ما سؤالا حول تماثيل القديسين في إحدى الكنائس الأنجليكانية، في كنيسة بروتستانتية.

قالت كيتي: «حسنا، إذا راعينا الدقة في الحديث، فإنني لا أعتقد أن الأنجليكان كنيسة بروتستانتية، ولكنني لا أريد الخوض في ذلك. عندما نقول في العقيدة المسيحية: «إني أومن بالكنيسة الكاثوليكية المقدسة.» فإنني أعتبر معنى ذلك الكنيسة المسيحية الكونية الكبرى. ثم نقول: «إنني أومن بمجمع القديسين.» بالطبع لا يوجد لدينا تماثيل في الكنيسة، على الرغم من أنني شخصيا أظن أنه سيكون من الجميل لو كان لدينا.»

قالت مارجريت: «قهوة؟» وهكذا فهم الحاضرون أن الجزء الرسمي من الأمسية قد انقضى. غير أن لويس نقل مقعده مقتربا من كيتي وقال بلطف تقريبا: «إذن؟ هل نفهم من ذلك أنك تؤمنين بتلك المعجزات؟»

Unknown page