Kanisat Antakiya
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
Genres
، ورغب أغناطيوس أن يقتفي أثر بولس، فينزل في هذه البلدة ثم يقوم منها إلى رومة، ولكن الرياح منعته فأقلع إلى مرفأ رومة، ولدى وصوله إلى هذا المرفأ وجد عددا كبيرا من المسيحيين في انتظاره، فحياهم وكرر رجاءه ألا يعيقوا انتقاله للقاء سيده.
وانتهى هذا القديس إلى عاصمة الإمبراطورية، وحل موعد أعياد الختام
Sigillariu ، فتقاطر الرومانيون إلى مدرج فلافيانوس الذي عرف باسم ال
Collosseum ؛ ليحتفلوا بانتصارات تريانوس في داقية، فيشاهدوا المجالدات الدموية بين ألوف المجرمين والأسرى، والمصارعة بين بعض المجرمين والوحوش الضارية، فاستشهد روفوس وزوسيموس في باحة هذا المدرج في الثامن عشر من كانون الأول، وفي العشرين عري الشيخ الوقور الحامل الإله من ثيابه وطرح إلى الوحوش، فمزقت جسده الطاهر والتهمته، ولم تبق من جسمه إلا العظام الخشنة، فجمعها المؤمنون بكل احترام وأرسلوها إلى أنطاكية، فدفنت خارج السور بالقرب من باب دفنه، وبقيت هنالك حتى أيام إيرونيموس،
29
ثم تحول هيكل فورتونة في قلب أنطاكية إلى كنيسة مسيحية، فنقل ثيودوسيوس الصغير رفات القديس إلى هذه الكنيسة، وأطلق عليها اسم الشهيد البار تخليدا لذكره.
30
ومما نقل عن المؤمنين في رومة، الذين شاهدوا هذه الميتة المجيدة أنهم سكبوا لأجلها العبرات، وأقاموا الليل كله بالسهر والصلاة، متوسلين إلى الرب المخلص أن يشدد ضعفهم، فظهر لهم الشهيد بهيئة مجاهد خرج من القتال ظافرا، فامتلأت قلوبهم فرحا، وعينوا للإخوة في أنطاكية اليوم الذي نال فيه الحامل الإله إكليل الجهاد؛ أملا بالاشتراك في ذكر هذا المجاهد الذي داس إبليس لتمجيد الرب يسوع؛ ولا تزال الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى أغناطيوس الحامل الإله في العشرين من كانون الأول، أما الكنيسة الكاثوليكية فإنها خصصت الأول من شهر شباط لهذه الغاية النبيلة، ولعل السبب في هذا هو الجمع بين يوم استشهاده ويوم نقل رفاته إلى أنطاكية.
وجاء في حوليات يوحنا ملالاس الأنطاكي أن تيبريانوس حاكم فلسطين كتب إلى تريانوس الإمبراطور ينبئه بمتابعة التنكيل بالنصارى، ثم يفيد أن هذا التنكيل لم يأت بالنتيجة التي توخاها، فإن النصارى ما فتئوا يهرعون إلى قاعة المحاكمة مقدمين أنفسهم للموت.
31
Unknown page