Juhud Qabbani Masrahiyya Fi Misr
جهود القباني المسرحية في مصر
Genres
175
لتقديم فصلي طرب راقص بين فصول عروض مسرحياته وفي خواتمها، وهذا الابتكار جعل النجاح المسرحي والتألق الفني ملازمين لفرقة القباني طوال شهرين متواصلين، عرضت فيهما مسرحيتين جديدتين هما: «مي» و«قوت القلوب»، بالإضافة إلى عروض من رصيدها الدرامي مثل: أنس الجليس، والصيانة والخيانة، وناكر الجميل، والولادة بنت المستكفي، وعائدة، والخل الوفي.
176
ونتيجة لنجاح القباني - وبالتالي نجاح رسالته المسرحية، واستمرارها في التأثير على جمهوره شهرين متواصلين من خلال عروضه المسرحية - نادت جريدة «المقطم» بأحقية فرقته التمثيل في الأوبرا، عندما قالت في 28 / 12 / 1889: «بلغنا أن لجنة التياترو تبحث الآن في إعطاء الأوبرا لجوق عربي، وتمنى البعض لو تحقق ذلك وأعطيت الأوبرا لجوق الشيخ أبي خليل أفندي؛ لما حازه من ثقة الناس به، وإقبالهم عليه.» لكن هيهات أن تعطى الأوبرا للقباني - قائد حركة إحياء التراث في تاريخ المسرح العربي - كي يبث من خشبتها رسالته الفنية، عبر عروضه المسرحية العربية، في ظل وجود مستعمر أجنبي، وخاصة خديوية جعلت الأوبرا حكرا على الفرق الأجنبية.
مي
مسرحية «مي» التي أضافها القباني إلى رصيده الدرامي لم تثمر نجاحا ملحوظا؛ فمثلتها فرقته مرتين فقط، وفي المرة الثانية عرضتها في مدينة المنيا، وخصص دخلها للممثلتين الشقيقتين مريم ولبيبة سماط.
177
وهذا الإحجام عن تمثيلها - ربما - راجع إلى كونها تتحدث عن تاريخ الإفرنج وحروبهم، وهو موضوع لم يعهد الجمهور رؤيته في عروض القباني، كذلك كثرة أسماء الآلهة الموجودة في المسرحية، مثل: مارس إله الحرب وبلتون إله الجحيم، ناهيك عن أسماء الشخصيات، مثل: هوراس وكورياس وهوستيليوس، وهذه الأسماء غير مألوفة في كتابات القباني التراثية النضاحة بتاريخ العرب وعاداتهم والفواحة بالمضامين الإسلامية.
وبمعنى آخر: نستطيع القول بأن مسرحية «مي» لم تجسد معظم مفردات رسالة القباني المسرحية، فأحجم عن عرضها. ويضاف إلى ذلك أهم عنصر - من وجهة نظرنا - وقف حائلا أمام تكرار تمثيل هذه المسرحية، هو أن أشعارها الموضوعة وألحانها لم تكن مؤلفة من قبل القباني، بل قام بوضعها سليم النقاش معرب المسرحية.
178
Unknown page