Juhud Qabbani Masrahiyya Fi Misr
جهود القباني المسرحية في مصر
Genres
السبب الأول: أنها مسرحية كوميدية، وهو نوع لم يألفه الجمهور في عروض القباني المسرحية، ومن الجائز أن الجمهور أبان ذلك بعد عرض المسرحية، مثلما أبان عن رغبته في مشاهدة مسرحية «لباب الغرام» بدلا من «الخل الوفي». السبب الثاني: أن المسرحية غير غنائية؛ لأن الجريدة في خبرها السابق لم تشر إلى حسن الإلقاء وتوقيع الألحان ... إلخ العبارات الدالة على العرض الغنائي، كما عودتنا في أخبارها السابقة عن عروض القباني الغنائية. السبب الثالث: أن العرض كان خاليا من رقص السماح، بدليل أن الجريدة لم تذكر عباراتها المعهودة في هذا الشأن، مثل: حسن الإشارات، وتوقيع الألحان والحركات ... إلخ العبارات الدالة على هذا النوع من الرقص. هناك دليل آخر في هذا المقام، وهو أن القباني عرض فصلا راقصا مستقلا بعد عرض المسرحية، وهو إجراء لم يقم به من قبل، دلالة على خلو العرض الأساسي من رقص السماح، وكأن القباني أراد تعويض نقص العرض الأساسي بهذا الفصل.
126
وإذا كانت هذه الأسباب تبرر عدم قيام القباني بإعادة عرض مسرحية «حمزة المحتال»، فإنها في الوقت نفسه تقوي احتمال أن مؤلفها شخص آخر غير القباني - رغم قول بعض الباحثين بأنها من تأليفه
127 - لأن القباني لم يكتب مسرحيات كوميدية من قبل - ولن يكتب فيما بعد - وإذا كان القباني هو المؤلف، فكيف يؤلف مسرحية خالية من الغناء، وخالية من رقص السماح، وهما من أهم عناصره الفنية المميزة لعروضه الجاذبة لجماهيره؟!
بشتى السبل حاول القباني إرضاء جمهوره؛ أملا في نجاح عروضه الأولى في القاهرة - وبالتالي إيصال رسالته المسرحية - فكان يخضع لرغبات الجماهير في عرض ما تستحسنه، وحجب ما تمجه - كما أوضحنا - وكان يحلي جيد لياليه المسرحية بغناء عبده الحمولي. كما أعلن في الصحف عن نيته مستقبلا تحسين مسرحياته، وزيادة عدد ممثليه ومطربيه، ودفعهم إلى إتقان التمثيل،
128
مما يدل على أن قصورا ما شعر به في فرقته. وهذه الإجراءات والنوايا الحسنة أسهمت بصورة أو بأخرى في إقناع القباني بأن عروضه في العاصمة نالت رضى الجمهور، وكتب لها النجاح الذي كان يأمله، وحققت هدف رسالته كما أراد.
الأوبرا بين الواقع والحقيقة
اقتناع القباني بنجاح عروضه في القاهرة جعله يقدم على خطوة غير محسوبة؛ حيث قرر القفز إلى أعلى قمة الشهرة المسرحية، متجاهلا درجات سلم هذه الشهرة الواجب صعودها من أسفل إلى أعلى، وذلك عندما قرر التمثيل في دار الأوبرا الخديوية، تلك الدار التابعة للخاصة الخديوية مباشرة، والتي تحتكر التمثيل فيها الفرق الأجنبية العالمية. ففي يوم 15 / 12 / 1884 تقدم القباني وعبده الحمولي بطلب إلى وزير الأشغال العمومية من أجل الترخيص بالتمثيل في دار الأوبرا.
129
Unknown page