Juhud Qabbani Masrahiyya Fi Misr
جهود القباني المسرحية في مصر
Genres
19
ومعه ناظر ماليته، وقالا لنا: نعطيكم لوجا مجانا وعشرين جنيها، فأجبناهم رافضين هذا الطلب قائلين إن خدمة البلاد لا تنبذ بملايين من النقود، ونحن نحن لا نؤثر على النصيحة شيئا. فانصرف الملك وناظر المالية بخفي حنين، ولعلهم ظنوا أن ملك التشخيص
20
ذا هيبة مرعي الجانب لدينا فبعثوا به، ولكن ملك الخيال والوهم وترهات الألفاظ لا سلطان لديه؛ ولذلك ارتحل عنا وعلى رأسه تاج الخيبة. على أن هؤلاء الأشخاص يعدلون عن الأمور الناصحة المفيدة في تشخيص رواياتهم، مائلين إلى التكسر، حاثين على العشق والغرام وغير ذلك من الأخلاق الفاسدة. ويقول بعض أرباب الأغراض الذين يميلون إليهم عابثين بحقوق الأوطان والقيام بها أن هؤلاء أشخاص فقراء لا ينبغي سد سبل الرزق في وجوههم، وما دروا بأنه لا تجوز أية شريعة أو أي قانون فساد عادات وأخلاق أية أمة لأجل تعيش نحو 15 شخصا قادرين على التكسب، بل أن بعضا منهم كان قهوجيا والآخر حلاقا والثاني يبيع المشمش والدقرين وغير ذلك. ولا نعلم أن رجلا من العظماء العقلاء يميل إليهم، بل لا ينزع نحوهم إلا فاسدو الأخلاق من باعة البالوظة ونحوهم من السفهاء. نعم، لا ننكر أن التشخيص ينور البصائر ويمثل الحوادث التي مرت عليها الدهور السالفة للعيان؛ حتى يتخذه العاقل مرشدا أمينا، ولكن لا على هذه الكيفية، بل على مشرب معتدل وأفكار فلسفية. ألا يرى أن الرجال المشخصين مثل فكتور هيكو وتيارس وغيرهما من أكابر الفلاسفة العقلاء أتى عليهم زمن قبضوا فيه على زمام إدارة حكومة بلادهم، ودانت لنصايحهم، ولكن فرق بين رجال لا ينطقون إلا بالآداب والحكمة وإرشاد الأمم، وبين رجل يقود زمام صبية مرد لأجل فساد الأخلاق، نسأل الله السلامة، آمين.
جريدة الأهرام: 7 / 3 / 1886م
شخص أمس جوق الفاضل أبي خليل القباني رواية «عنترة العبسي»، وقد شخص مساء الأحد الماضي رواية «ولادة بنت المستكفي»، وكان الازدحام شديد جدا في الليلتين، وقد أعقب الرواية تشخيص فصل مضحك جدا. وسيشخص الجوق المذكور رواية «عبد السلام الحمصي» المعروف بديك الجن في ليلة الجمعة القادمة، ورواية «عايدة» في ليلة الأحد، وسيعقب كل رواية فصل بانتوميم من الألعاب المضحكة. ولا شك بإقبال الجمهور على الحضور في الليلتين المذكورتين.
جريدة الزمان: 10 / 3 / 1886م (تياترو الأوبرا)
قبل التكلم عن التشخيص الذي سيحصل في التياترو، نتكلم كلمتين فنقول: يعلم حضرات قراء جريدتنا ما قدمناه من الكلام
21
على تشخيص أبي خليل القباني؛ فإنه كان مخلا بالآداب والأخلاق، لا تجوزه الشريعة الإسلامية الغراء. وكل من أنصف من نفسه يحكم بصحة ما قلناه، ولا يجادل في ذلك إلا من طبع الله على قلبه فصار يرى الحسن قبيحا والقبيح حسنا. وقبل أن نشرح هذا التشخيص الحديث الذي سيحصل في تياترو الأوبرا
Unknown page