وقالت الممرضة الصغيرة: وهو ملك نفسه له الحرية أن يفعل ما يريد.
وتذكر ويل الفجوة القرنفلية التي كانت تضم سرير بابز وضحك من الأعماق، وأضاف قوله: وله الحرية فوق هذا في أن يفعل ما لا يريد. وألقى نظرة على وجه رانجا ثم على وجه رادا، ولحظ أنهما يرمقانه في دهشة، واستطرد قائلا بنغمة أخرى وبابتسامة مختلفة: ولكني نسيت. أحدكما عاقل بدرجة غير عادية والآخر يميل عن الوسط قليلا إلى اليسار؛ ولذلك فأنتما لا يمكن أن تتفهما ما يتحدث عنه صاحب حالة عقلية مستوردة، مثلي. ودون أن يعطيهما الفرصة لكي يجيبا عن سؤاله سألهما: خبراني، منذ متى ... وكف عن الكلام، ثم قال: ربما كنت في سؤالي غير حكيم. فإن كان الأمر كذلك قولا لي لا تتدخل فيما لا يعنيك. ولكني أود أن أعرف منذ متى قامت بينكما الصداقة، باعتباري من المهتمين بدراسة الإنسان.
وسألته الممرضة الصغيرة: هل تعني صديقين أم تعني عاشقين؟ - ولماذا لا تكونان هذا وذاك ونحن بصدد هذا الحديث؟ - لقد قامت بيننا الصداقة منذ ما كنا طفلين صغيرين، ثم أصبحنا عاشقين منذ ما بلغت الخامسة عشرة والنصف وبلغ هو السابعة عشرة لمدة عامين ونصف العام؛ إذا طرحنا عن اعتبارنا قصة البيجاما البيضاء. - وهل لم يعترض أحد؟ - ولماذا يعترض؟
وردد ويل بعدها: فعلا لماذا؛ ولكن الواقع أن كل امرئ في الجزء من العالم الذي جئت منه يعترض فعلا.
وسأل رانجا: وماذا عن الفتيان الآخرين؟ - نظريا هذا أمر أشد تحريما مما هو في حالة الفتيات، وعمليا، تستطيع أن تتصور ما يحدث عندما يتجمع خمسمائة أو ستمائة صبي مراهق في مدرسة داخلية. هل يحدث مثل هذا هنا؟ - طبعا. - إني أتعجب. - تتعجب؟ لماذا؟ - لأن البنات لسن محرمات. - ولكن نوعا من العشق لا يستبعد النوع الآخر. - وكلاهما مشروع؟ - بالطبع. - إذن ما كان لأحد أن يكترث إذا شغف موروجان بصبي آخر يرتدي البيجاما؟ - إذا كانت العلاقة طيبة.
وقالت رادا: ولكن الراني - لسوء الحظ - قد احتاطت لذلك احتياطا شديدا بحيث لم يكن له أن يهتم بأحد غيرها وغير نفسه بطبيعة الحال. - لا فتية. - ربما يحدث ذلك اليوم، لست أدري. كل ما أعلمه أنه في أيامنا لم يكن في دنياه فتية. لا فتية، ولا فتيات بالتأكيد. لم يكن في حياته غير أمه والعادة السرية والأسياد الصاعدون. ولم تكن في حياته سوى أسطوانات الجاز والعربات الرياضية والآراء الهتلرية بأن يكون زعيما عظيما يحول بالا إلى ما يسميه الدولة الحديثة.
قال رانجا: منذ ثلاثة أسابيع كان هو والراني بالقصر في شيفا بورام. ووجها الدعوة إلى جماعة منا من طلاب الجامعة لزيارة القصر والاستماع إلى آراء موروجان؛ في البترول والتصنيع، والتلفزيون، والتسليح، والحملة الروحية. - وهل استطاع أن يهدي أحدا إلى مذهبه؟
وهز رانجا رأسه وقال: لماذا يستبدل أي إنسان شيئا سيئا هزيلا مملا بشيء دسم جيد شائق إلى أبعد الحدود؟ إننا لسنا بحاجة إلى زوارقكم السريعة أو إلى تلفزيونكم، وحروبكم وثوراتكم، ونهضتكم، وشعاراتكم السياسية، وذلك الكلام الفارغ الميتافيزيقي الذي يصدر عن روما وموسكو. هل لم تسمع من قبل بفكرة ماثيونا؟ - وما تلك؟
وأجاب رانجا: دعنا نبدأ من الخلفية التاريخية. وبحذلقة طالب الجامعة حينما يلقي محاضرة في موضوعات لم يسمع بها هو نفسه إلا أخيرا تدفق في الحديث قائلا: لقد وفدت البوذية إلى بالا منذ نحو ألف ومائتي عام، ولم تفد إليها من سيلان، كما كان يتوقع، ولكن من البنغال، وعن طريق البنغال فيما بعد من التبت. وترتب على ذلك أننا صرنا من أتباع ماهاياما،
1
Unknown page