Jawhar Insaniyya
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
Genres
38
وقد تطلب الأمر عزيمة استثنائية من كتاب مثل جين أوستن وجورج ساند (أمانتين-أورو لوسيل دوبين)، والشقيقتين برونتي وجورج إليوت (ماري آن إيفانز) لنشر أعمالهن في أوروبا في القرن التاسع عشر.
39
رغم هذا، ففي عام 1847حظيت بعض الكاتبات باعتراف كاف من مجلة أدبية مما دفع أنتوني ترولوب الشاب إلى التفكير في تغيير لقبه حتى يتفادى مقارنته بوالدته الأديبة الشهيرة.
40
لا يوجد دليل إطلاقا على أن القدرة الإبداعية للنساء أقل بأي شكل من الرجال؛ إنما كانت القيود التي فرضتها المجتمعات على مدى العصور هي التي منعت السيدات الموهوبات من تحقيق أقصى جهدهن؛ فهن يبذلن جهدا في السعي بقدر ما يبذله الرجال. ويبدو أن أي اختلافات عصبية توجد بين الذكر والأنثى تقتصر على منطقة صغيرة في المخ تتعلق بالمشاعر الجنسية؛ فنطاق القدرات العقلية، بداية من الغباء حتى العبقرية هي نفسها الموجودة لدى الرجال. على العكس، ربما كان أهم تأثير للإنسان في العالم - ممارسة الزراعة - نتيجة للنساء؛ حيث بدأن في زراعة البذور في محاولة منهن لضمان وجود مصدر موثوق به أكثر للتزود بالطعام. بالطبع تميز معوقات تربية الأطفال بين الجنسين، لكن بخلاف هذا كانت النساء على الأرجح مساوية للرجال في وقت العصر الحجري الحديث، تماما كما هو الحال حاليا بين الشمبانزي (باستثناء سيادة الذكر المهيمن على كل الآخرين). كان التمييز ضد المرأة، تماما مثل تكوين طبقات اجتماعية تسلسلية وإساءة الطبقة العليا للسفلى، عنصرا مؤسفا لمعظم الحضارات. ورغم أن هذه التوجهات بدأت تختفي ببطء، فإن التمييز يظل موجودا؛ ففي الولايات المتحدة قد لا يتعدى الأمر مجرد التزمت في إقصاء اليهود والأمريكيين من أصل أفريقي من ملاعب الجولف الباهظة، وفي باكستان مجرد معارضة تعليم النساء، لكن في دول مثل موريتانيا والسودان تستمر سوق العبيد في الازدهار.
41
ففي المجتمعات البدائية التي ظلت باقية في المناطق المنعزلة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، لم يكن لمثل هذه التحيزات وجود قط.
في العصر الحالي يبدو لي أن كثيرا ممن يعتبرون أنفسهم فنانين توقفوا عن البحث عن الجمال أو الكمال. ونظرا لافتقارهم للمهارات اللازمة لتحقيق أي من النتيجتين، استبدلوا الوقاحة بالموهبة؛
42
Unknown page