بل قد أجزت أيضا بكل ما يحل لي وعني أهل زماني على التمام اقتداء بمن سبقني من الأئمة الأعلام كما سيأتي التنبيه بالإشارة إليه لكن شتان ما بين مجتهد وكسلان ويقظان ونومان فليس من قرأ البخاري أو سمعه كمن تلقاه كله وجمعه وليس من عليه // ٩ // اقتصر كمن سمع الكتب الستة وانتصر وليس من اقتصر على الستة كمن زاد عليها سماع ما يأتي بيانه البتة لكن الجماعة الذين سألوني وعلى تحصيل ذلك حثوني منهم من في مذهب إمامنا الشافعي – ﵁ – وافقوني،فالإجازة لهم عامة في الأحاديث النبوية والعلوم الشرعية فقهية كانت أو علمية أوعملية أو تفسيرية أو آلية ومنهم غير الشافعية فأجزتهم إجازة عامة سنية في أي زمان وأي مكان وأي علم إلا المسائل الفقهية فإنه لايتقن المذهب إلا أهله ولا يتولى على الفرع إلا أصله ثم إني أوصي كل مجاز بالتقوى والإخلاص فإنه سبب الخلاص يوم لا تحين مناص، إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا أي نورا قلبيا تفرقون به وهو العلم الذوقي عند أرباب القلوب ويرشد إليه قوله ﷺ من عمل بما علم ورثه الله علم ما علم يعلم // ١٠ // واعلم أن طالب العلم يتعين عليه أن يقصد بتعلمه العمل به وإلا كان حجة عليه وأنه إذا لم يعمل بعلمه كان كالشمعة ينفع الغير ويحرق نفسه وانظر إلى قول بن رسلان عليه رحمة الرحمان.
1 / 5