Al-Jadīd fī al-ḥikma
الجديد في الحكمة
Investigator
حميد مرعيد الكبيسي
Publisher
مطبعة جامعة بغداد
Publication Year
1403م-1982م
Publisher Location
بغداد
Genres
العقائد والملل
Your recent searches will show up here
Al-Jadīd fī al-ḥikma
Saʿīd b. Manṣūr b. Kamūna (d. 683 / 1284)الجديد في الحكمة
Investigator
حميد مرعيد الكبيسي
Publisher
مطبعة جامعة بغداد
Publication Year
1403م-1982م
Publisher Location
بغداد
Genres
والعلم بالعلة التامة لا يتم من غير العلم بوجه استلزامها لجميع | ما يلزمها لذاتها ، وهذا فيستدعي العلم بلوازمها القريبة بالضرورة ، | فهو إذن يعلم جميع ما بعد المعلول الأول ، من حيث وجوبه به ، وانتهاؤه | إليه في سلسلة المعلولات المترتبة ، ويدخل في ذلك سلسلة الحوادث ، التي | لا أول لها ، من جهة كونها جميعا ممكنة ومحتاجة إليه احتياجا ، تتساوى | إليه في جميع آحادها .
وكما أنه يدرك ذاته بذاته ، من غير افتقار إلى صورة زائدة ، | فكذلك ادراكه لما يصدر عن ذاته ، هو نفش صورة ذلك الصادر عنه ،
التي هي حاضر له ، من غير انطباع . و على مثل هذا يدرك سائر
معلولاته .
و قد علمت انه ليس من شرط التعقل ، انطباع صورة المتعقل في | ذات العاقل على الاطلاق .
وإنما يتشرط فيه ذلك ، إذا لم يكن التعقل متجددا ، ولا المدرك | حاضرا عند المدرك .
فإن البرهان على وجوب حصول صورة المدرك في المدرك ، لم تقم إلا | فيما هو كذلك ، لا غير . بل شرط التعقل مطلقا هو مجرد الحصول ، لا | الحصول على نعت الانطباع .
وفاعل الشيء فقد حصل له ذلك الشيء ، لا محالة ، وليس حصوله | له بأدون من حصوله لما هو قابل له ، فالواجب يعقل ذاته ، ويعقل ما | سواه ، لحصوله له ، ضرورة كونه فاعلا له .
وإذا عقلت الجواهر المجردة ما هو غير معلول لها ، بحصول صورة | فيها ، وجب أن يكون الواجب تعقل تلك الجواهر ، مع ما فيها من الصور | إذ الجميع حاصل له .
وليس تعقله لها بصور أخرى ، بل بأعيان تلك الجواهر ، وما فيها | فلا يغرب عنه شيء من صور الموجودات : الكلية والجزئية ، من غير | حصول صورة فيه ، ولا اتصافه بصفة حقيقية . |
Page 550
Enter a page number between 1 - 433