رد وامبا: «لا وحق القديس دونستان. ليس هذا من الحكمة، وإن الحق في أن يعاني ابن ويتليس لإنقاذ ابن هيرورد، ولكن من قلة الحكمة أن يموت من أجل شخص كان آباؤه غرباء عن آبائه.»
واصل سيدريك قائلا: «دع الشجرة العجوز تذبل؛ حتى نحافظ على الأمل المهيب للغابة. أنقذ أثيلستان النبيل يا وامبا المخلص! إنه واجب كل من لديه دماء ساكسونية تجري في عروقه.»
قال أثيلستان ممسكا بيده: «هذا لن يكون، يا أبي سيدريك.» واستطرد: «هذا لن يكون؛ أفضل أن أبقى في هذه القاعة أسبوعا دون طعام أو شراب إلا طعام السجناء، على أن أنتهز فرصة للهرب أتاحها عبد جاهل لسيده بطيبته.»
قال المهرج: «إنكما رجلان معروفان بالحكمة يا سيدي، وأنا أحمق مجنون، ولكن يا عمي سيدريك، ويا ابن العم أثيلستان، إن الأحمق سيحسم هذا الجدل عنكما. إن الخدمة الكريمة لا يمكن تقاذفها من يد لأخرى كالكرة أو الدمية. لن أشنق إلا فداء لمن كان سيدي منذ مولدي.»
قال أثيلستان: «فلتذهب إذن أيها النبيل سيدريك؛ فوجودك في الخارج قد يشجع أصدقاءنا على إنقاذنا، وفي بقائك هنا هلاك لنا جميعا.»
قال سيدريك، ناظرا إلى المهرج: «وهل يوجد أي احتمال، إذن، في نجدة من الخارج؟»
رد وامبا: «ثمة احتمال بالفعل! دعني أخبرك أنك عندما ترتدي عباءتي فإنك بذلك تتدثر بمعطف قائد. يوجد خمسمائة رجل بالخارج، وقد كنت هذا الصباح أحد كبار قادتهم. حسنا، سنرى أي نفع يجنونه عندما نستبدل بالأحمق رجلا حكيما. وهكذا وداعا يا سيدي! ولتعلق حلية عرف الديك التي كنت أضعها في قبعتي في الردهة في روثيروود؛ تذكارا لتضحيتي بحياتي من أجل سيدي، كأحمق مخلص.»
خرجت الكلمة الأخيرة تحمل نوعا من الازدواج في التعبير بين المزاح والجد، وتجمدت الدموع في عيني سيدريك.
قال: «إن ذكراك ستبقى ما دام للإخلاص والمحبة قيمة على الأرض!»
كانا قد انتهيا حينئذ من تبادل ملابسهما، حين ساور سيدريك شعور مفاجئ بالشك.
Unknown page