Itharat Targhib
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
Genres
وعن عمرو بن العاص قال: لما جعل الله الإسلام فى قلبى: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت: يا رسول الله ابسط يدك فلأبايعك، فبسط، فقبضت يدى، فقال: «ما لك يا عمرو؟» قلت: أشترط، قال: «تشترط ماذا»؟ قلت: أن يغفر الله لى، قال:
«أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله» (1).
واختصاصه بوفد الله تعالى. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «الحجاج والعمار وفد الله وزواره» (2).
ويحكى عن أبى سهل بن يوسف أنه قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى المنام، فقلت: يا رسول الله استغفر لى. فقال: «أحججت؟» قلت: نعم، قال: «وحلقت رأسك بمنى؟» قلت: نعم، قال: «رأس حلق بمنى لا تمسه النار».
وعن بلال بن رباح أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال له بمزدلفة: «يا بلال أسكت الناس- أو قال: أنصت الناس- ثم قال: «إن الله تعالى تطول عليكم فى جمعكم هذا؛ فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى لمحسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله» (3).
وعن العباس بن مرداس السلمى، أن النبى (صلى الله عليه وسلم) دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب: أنى قد غفرت لهم ما خلا ظلم بعضهم بعضا؛ فإنى آخذ للمظلوم من الظالم. فقال النبى (صلى الله عليه وسلم): «أى رب إنك لقادر على أن تغفر للظالم وتعوض المظلوم من عندك خيرا من مظلمته» فلم يجب (صلى الله عليه وسلم) إلى ذلك فى تلك العشية. فلما كان من الغد، وقف (صلى الله عليه وسلم) عند المشعر الحرام وأعاد الدعاء لهم وتضرع إلى الله تعالى فى أن يتحمل عنهم المظالم والتبعات، فلم يلبث (صلى الله عليه وسلم) أن تبسم فقال له أصحابه: مم ضحكت أضحك الله سنك يا رسول الله؟ فقال: «إن عدو الله إبليس لما علم أن الله تعالى قد استجاب دعائى فى أمتى وغفر لهم المظالم فذهب يدعو بالويل والثبور
Page 132