Ismacil Casim
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
Genres
إلا ويسراه تسقيه الردى كظما
ثم ودعني وداع الرائع، وطار كالبرق اللامع، ولما دنا من مركزه الأسنى، وكان قاب قوسين أو أدنى. قال: يا هدهد اعلم أن العاقل من اعتبر بأمسه، وعمل لغده ولم يضيع دقيقة من عمره بغير فائدة تعود عليه وعلى بني نوعه. فإن العزلة داعية الكسل والبطالة، وهذا تأباه النفوس الشريفة، وبقدر الكد تكون الفائدة التي قدرها الله سبحانه وتعالى. فإن الحذر لا يمنع القضا والعزلة لا تدفع سهام البلايا المنقذفة عن قسي السموات. ثم أنشد هذه الأبيات:
إذا كان مبنى كل شيء على القدر
فقل لي رعاك الله ما ينفع الحذر
وإن كان حكم الدور يأتي مع القضا
فسيان يا صاح الرضا منك والضجر
فصبرا إذا جاء الزمان بعكس ما
تريد فبالآمال يظفر من صبر
ولا تأس إن فاتت مع الجهد فرصة
ولا تثن عزما وارقب الفرص الأخر
Unknown page