Imraa Min Kambu Kdis
امرأة من كمبو كديس
Genres
في الحقيقة ما كنت أعرف كم عمرها الآن، عندما جئت إلى أمريكا تركتها تمشي خطواتها الأولى، لا؛ بل كانت تجري وتلعب؛ لأنني أذكر أنها جرت خلفي إلى الباب، نعم، كانت تتكلم، سارة الآن قد تقارب الثامنة عشر، أهذا صحيح؟ أين هما الآن؛ بل أين هم: أمي، سارة، أمل، لقد قفلت هذه النافذة منذ زمن بعيد، ربما تزوجت أمل، ربما لا تزال في عصمتي، الأمر برمته لا يعني لدي الكثير، فعندما غادرت السودان غادرت كل شيء، ويجب أن أعي حقيقة ذلك، قلت لها: داني؟ - نعم. - أنا لا أحب فتح هذه السيرة. - حسنا، كل إنسان في هذه الحياة لديه غرفة مظلمة مخيفة ممتلئة بالثعابين، لا يحب الولوج إليها ولا يرغب أن يدخلها أحد، أو يطرق بابها، مجرد طارق.
كنت دائما ما أستطيع تمييز أصول الأمريكيات، الإسبانية، الإنجليزية، الآسيوية، الفرنسية، الإيطالية، العربية، الكاريبية أو الزنجية، باللون أو الاسم أو اللكنة أو حتى مجرد مكان الإقامة، داني من أصل أيرلندي، وهي جميلة وبدينة بعض الشيء، كانت تتجلى في حجرة نومها كربة صغيرة من البلور، مدللة، عندما عدت من دورة المياه وجدتها هنالك، جلست قربها، قبلتها، قالت لي وهي تدلك فروة رأسي: أريد أن أستريح. - وماذا يمنع؟
قالت وهي لا تزال تدلك فروة رأسي، ويبدو أنها أثيرت بصورة أو بأخرى: حرك تلك المنضدة قريبا من هنا.
جذبت المنضدة ذات العجلات قريبا، كانت الإضاءة خافته ولكن الرؤية واضحة وجيدة ، على المنضدة قفازان ناعمان ارتدتهما، عملت أناملها في عينيها، فأخرجت عدستين لاصقتين وضعتهما على صحن صغير أعد لذلك، عملت أناملها في فمها، فانتزعت صفين من أسنانها البيضاء الجميلة والتي كانت تشع مستجيبة لغزل الضوء الخافت، طالما أعجبت بهما في صمت، وضعتهما في صحن أعد لذلك، قالت بفم خال من الأسنان وقد بدا غريبا: أترى؟ إن أسناني مستعارة.
وابتسمت ابتسامة في شكل فراغ كبير مظلم، ولكنها لم تثر اشمئزازي، فالمرأة - كما يقولون: في الظلام جسد ودفء. وأنا بالفعل استجبت لأناملها في فروة رأسي، أكثر من أي شيء آخر.
قالت وهي تميل بكامل جسدها نحوي، حيث ملأ عطرها أنفي تماما: ساعدني في إخراج البنطلون، أرجوك.
وكنت أظن أنني سأقوم بسحبه بالقوة، وقد بدأت في ذلك، إلا أنها أوقفتني قائلة: فقط حرر زرارين في الخلف.
ثم بسهولة سقط البنطلون على فخذيها، ثم جذبته بأناملها الرقيقة الشاحبة وتحررت منه تماما، ولدهشتي عندما وضعت البنطلون جانبا، كان ثقيلا، وعندما انتبهت وجدت داني بغير ساقيها، قالت في برود ورباطة جأش: أترى؟ إن ساقي، هه.
وقبل أن أسأل أو أكمل دهشتي، تحدثت داني: هي حكاية عادية، كنت أغني للجنود الأمريكان شمال العراق جنوب السليمانية في عاصفة الصحراء، طبعا لرفع الروح المعنوية للجنود حتى يتمكنوا من تحرير الكويت وهي بلدة عربية احتلها صدام، كنا وسط أصدقائنا من الأكراد والأتراك وبعض فعاليات المعارضة العراقية، ورغم ذلك كنا حذرين من المفاجآت، ولكن لسوء تقديرنا أن جنديا من المعارضة العراقية، هو الذي نصب لنا لغما أودى بحياة ثلاثة جنود، وفعل بي ما فعل ... هي الحرب! أنا لست غاضبة من أحد، النار لا تفرق بين جندي أو مغنية بوب.
انتزعت قميصها بنفسها، وكنت أنتظر مفاجأة أخرى، ولكن صدرها كان فتيا ونهداها معبآن جيدا، ولا توجد تشوهات في صدرها وبطنها وظهرها، بأناملها المحمومة أخذت تفك زرار ملابسي، وأنا لا أدري فيم أفكر، ولكني كنت أرغب بشدة في الانفكاك من هذا المكان ومن هذه المرأة الصلدة، التي رغم كل ما رأيت من مآسيها تتعامل وكأنها تضع العالم كله في جيبها ، قلت لها: أريد أن أذهب.
Unknown page