188

أومأ تافرنيك برأسه.

أوضح قائلا: «كما ترين، السيد داولينج فاجأنا قبل أن أكون مستعدا. وبمجرد علمه ذهب إلى أصحاب الأرض وقدم لهم عرضا عليها. وكانت النتيجة أنهم قاموا بتقصير مدة خياري ومنحوني فرصة ضئيلة للغاية للعثور على المال. وعندما عرضته أختك، بدا الأمر بالتأكيد ضربة حظ رائعة. يمكنني أن أعطيها ثمانية أو عشرة في المائة، في حين أنها لن تحصل إلا على أربعة في المائة في أي مكان آخر، وسوف أحقق ربحا لنفسي يزيد عن عشرة آلاف جنيه، وهو ما لا يمكنني تحقيقه ما لم أجد المال لشراء الأرض.»

صاحت بياتريس وهي تمشي بسرعة كبيرة وتنظر أمامها مباشرة: «لكن يجب ألا تلمس هذا المال، يجب ألا يكون لك أي علاقة به! أنت لا تفهم. وكيف تفهم؟»

سأل تافرنيك، بعد برهة: «هل تقصدين أن المال مسروق؟»

ردت بياتريس: «لا، ليس مسروقا، ولكنه أتى ... أوه! لا أستطيع أن أخبرك، فقط إليزابيث ليس لها الحق فيه. أختي أنا! هذا فظيع جدا!» «هل تعتقدين أنها حصلت على هذا المال بطريقة غير شريفة؟»

تمتمت بياتريس: «لست متأكدة. هناك أشياء أسوأ وأفظع حتى من السرقة.»

كان الجانب العملي لطبيعة تافرنيك بارزا إلى حد كبير ذلك الصباح. وبدأ يتساءل عما إذا كانت النساء، رغم كل شيء، ورغم كونهن مخلوقات غريبة ورائعة، قادرات على الحكم على نحو يمكن الاعتماد عليه ... وعما إذا كن يتأثرن كثيرا بالعواطف.

قال: «بياتريس، يجب أن تفهمي هذا. ليس لدي وقت للحصول على المال من مكان آخر. إذا لم أحصل عليه من أختك، على افتراض أنها لا تزال على استعداد للسماح لي بالحصول عليه، فقد ضاعت فرصتي. وسأضطر إلى العمل موظفا في مكتب شخص آخر ... وفي الغالب لن أحصل على مكانة كتلك التي حصلت عليها في داولينج آند سبينس. من ناحية أخرى، فإن استخدام هذا المال لمدة قصيرة جدا سيكون بداية مسيرتي المهنية. كل ما تقولينه غامض جدا. لماذا أحتاج إلى معرفة أي شيء عنه؟ لقد قابلت أختك عن طريق العمل العادي وقد قدمت لي عرض عمل عاديا، ومن خلاله ستستفيد بشكل كبير جدا. لم أفكر مطلقا في إخبارك بهذا الأمر، ولكن عندما حان الوقت كرهت أن أذهب وأحصل على هذا المال من أختك دون أن أقول لك أي شيء. لذلك جئت هذا الصباح، لكني أريدك، إذا أمكنك ذلك، أن تنظري إلى الأمر من وجهة نظري.»

كانت صامتة عدة لحظات. ثم نظرت إليه بفضول.

وسألت: «ماذا عساه بحق السماء يجعل أختي تقدم هذا العرض لك؟ إنها ليست حمقاء. وهي لا تثق عادة في الغرباء.»

Unknown page