179

قاطعها البروفيسور: «طفلتي، لقد كنت مخلصا لك. وإذا علمت إليزابيث أنه كان بإمكاني إخبارها في أي لحظة بمكان وجودك بالضبط، فأعتقد أنها ستكون غاضبة مني أكثر من أي وقت مضى في حياتها» ثم أضاف: «وأنت تعلمين يا عزيزتي عندما تغضب إليزابيث، فالأمور لا تسير على ما يرام وتتحول للأسوأ. لكنني كنت أخرس. لم أتحدث، ولا أنوي التحدث.» ثم استدرك البروفيسور: «إلا أنك يجب ألا تظني يا بياتريس أنني بسبب إذعاني لأهوائك في هذا الأمر، فإنني أدرك أي سبب كاف يجعلك تنأين بنفسك طواعية عن أولئك الذين يتمتعون بحق وامتياز الاعتناء بك. يسعدني أن أرى أنك قادرة على أن تشقي طريقك في العالم. لقد حضرت مسرح أطلس، ويسعدني أن أرى أنك لم تفقدي أي شيء من مهاراتك القديمة في الغناء والرقص. أنت تتمتعين بشعبية كبيرة مستحقة هناك. وليس لدي شك في أنك قريبا، سوف تطمحين إلى أدوار أكثر أهمية.» وتابع البروفيسور، وهو ينتهي من كوب الكوكتيل الثاني: «ومع ذلك، يا طفلتي العزيزة، لا أرى أي سبب يجعل رغبتك الجديرة بالثناء في البقاء مستقلة تتعارض مع العيش تحت سقف أختك وفي حمايتي. أنا متأكد من أن السيد تافرنيك هنا، بفطرته البريطانية، سيتفق معي في أنه ليس من الجيد أن تعيش سيدة شابة ... ابنتي، يا سيدي ... التي تتمتع بمفاتن شخصية كبيرة، إذا جاز لي أن أقول ذلك، بمفردها أو تحت رعاية هؤلاء الشابات الأخريات في المسرح.»

قال تافرنيك: «أعتقد أن ابنتك لا بد تمتلك أسبابا وجيهة جدا لتفضيل العيش بمفردها.»

أكد له البروفيسور: «خيالية، يا سيدي العزيز ... خيالية تماما. السمان أخيرا! والشمبانيا! الآن هذا جمع صغير ممتع حقا. أشرب نخب تكراره. هذا حقا متعة بالنسبة إلي.» وقال مختتما قبل أن يضع كأسه الفارغة بامتنان: «بياتريس، لك حبي! سيد تافرنيك، لك أطيب تحياتي واحترامي! الكأس الوحيدة المتبقية، يا سيدي.»

قال تافرنيك: «بالعودة إلى ما قلته للتو، أنا أتفق معك تماما في مسألة عيش بياتريس بمفردها. وأنا أتوق جدا إلى أن تتزوجني.»

وضع البروفيسور سكينه وشوكته. بدا على مظهره تصنع التفكير العميق.

وأعلن: «سيدي، هذا في الواقع تصريح غاية في الأهمية. هل أعتبر ذلك عرضا جادا لطلب يد ابنتي؟»

مالت بياتريس ووضعت أصابعها على أصابعه.

وقالت: «أبي، لا يهم من فضلك. أنا لست على استعداد للزواج من السيد تافرنيك.»

جال البروفيسور بنظره من أحدهما إلى الآخر وسعل.

وتساءل: «هل موارد السيد تافرنيك كافية لتمكينه من الإقدام على الزواج؟»

Unknown page