وفي مناطق كثيرة من أفريقيا تلت تكوينات الأركي صخور ملتوية ومتحولة تمثل حقبة طويلة سابقة على الزمن الأول تسمى الكمبري، وأقدم صخور هذه الحقبة مجموعة تسمى سنكلير
Sinclair
التي تسودها تكوينات من اللافا قديمة، يتلوها مجموعة وتواترزراند
Witwatersrand
التي يبلغ سمكها قرابة 7000 متر من الكوارتز والكونجلومرات، والغالب أنها إرسابات مياه عذبة، أو على الأقل بحر داخلي. وإحدى طبقات هذا التكوين (تسمى بانكتس
Bankets ) تحتوي على عروق ضخمة من الذهب، وفوق وتواترزراند طبقات غير متناسقة من تكوين سميك (3000 متر) يسمى فنترزدورب
Ventersdorp ، ويتميز بمصهورات بركانية سميكة.
وتنتشر صخور مماثلة ل «وتواترزراند» وفنترزدورب في كل شرق أفريقيا، وفي أحيان - حسب معلوماتنا الراهنة - في وسط وغرب أفريقيا.
وفي خلال حقبة ما قبل الكمبري حدثت الالتواءات الأفريقية الوسيطة (880 مليون سنة)، وقد أدت هذه الحركة إلى التواء كتل سميكة من الصخور الطباقية تداخلت فيها مجموعات عديدة من الجرانيت، وبانتهاء هذه الحقبة كان بناء قارة جندوانا قد تم فصوله، وزاد عليه عوامل التعرية التي أعطت القارة صورتها بعد الالتواء الأفريقي الوسيط، والنتيجة النهائية للالتواء والتعرية تظهر في أشكال عديدة، نذكر منها تكوينات كايجا في جنوب أفريقيا، وناما في جنوب غرب أفريقيا، وترانسفال في جنوب شرق أفريقيا. وفي داخل هذه التكوينات تظهر أول صخور فحمية في أفريقيا إلى جانب الكوارتز والشيست؛ الإرسابات البركانية والجرانيتية. ويبلغ سمك الصخور الكربونية في الترنسفال حوالي مائة متر متكونة من حجر جيري ودولوميت، ومن الناحية الاقتصادية يظهر في هذه التكوينات كوارتز حديد، وكذلك تظهر ركامات نهائية مما يؤكد وجود عصر جليدي. وهناك تكوينات أحدث تسمى واتربرج-ماتساب
Waterberg-Matsap ، وتتركب من صخور رملية ملونة وكونجلومورات.
Unknown page