Fage, J. D., & R. Oliver, 1962 “A short History of Africa” London.
Hailey, 1956 “An African Survey” Oxford.
Hassert, K, 1943 “Die Erforschung Afrikas” Leipzig.
Kimble, G. H. T., 1960 “Tropical Africa” New York.
الفصل الثاني
المميزات العامة للقارة
يتكون العالم القديم من كتلة قارية واحدة تتخللها ألسنة المحيط وأذرعته لتشكل لنا ما عرفه الإنسان منذ زمن قديم باسم «آسيا - أوروبا - أفريقيا»، ويمكننا في الواقع أن نقسم كتلة العالم القديم إلى كتلتين فقط هما: أوروآسيا - وأفريقيا؛ إذ إن هناك جبهة التحام من اليابس تربط آسيا وأوروبا معا لمسافة تقترب من خمسة آلاف من الكيلومترات، بينما الالتحام الأرضي الأفريقي الأوروبي معدوم، والأفريقي الآسيوي لا يتجاوز 125 كيلومترا هو برزخ السويس الذي شقت فيه قناة السويس، وبذلك قضى على الاتصال البري بين أوروآسيا وأفريقيا. ورغما عن هذه الفواصل، فإن العلاقات البشرية والحضارية لكتلة العالم القديم تشابكت وتدعمت على مر العصور، وأنتجت عالما خليطا في وسط هذه الكتلة القارية حول شواطئ البحر المتوسط، بينما تركزت السلالات والحضارات الأكثر نقاء في أطراف الكتلة القديمة: في شرق آسيا المغول وحضاراتهم، وفي شمال وغرب أوروبا السلالة البيضاء وما لها من مميزات حضارية خاصة، وفي الجنوب الغربي الزنوج وتجمعاتهم الحضارية المختلفة.
من ناحية الصورة نستطيع أن نقول إن أفريقيا جزيرة ضخمة تكاد تلتصق بأوروآسيا، ويفصلها عن أوروبا البحر المتوسط، وعن آسيا البحر الأحمر، ولكن من ناحية التطبيق وواقع الأمور، فإن تصوير أفريقيا على أنها جزيرة لا يستقيم أبدا وارتباطاتها المكانية والبشرية والحضارية بالعالم الأوروآسيوي.
وربما كان أقرب تصوير للوضع أن أفريقيا شبه جزيرة كبيرة؛ فالبحر الأحمر لسان ضيق يمتد من المحيط الهندي متوسط عرضه حوالي 180 كيلومترا، فضلا عن ضيق طرفه الجنوبي في صورة مضيق باب المندب (28 كيلومترا)، وارتداده في الشمال عن الاتصال بالبحر المتوسط.
والبحر المتوسط أكبر وأضخم من البحر الأحمر؛ فبين الجزائر ومرسيليا قرابة 750 كيلومترا، وبين الإسكندرية ورودس 600 كيلومتر، ولكن أفريقيا وأوروبا تكادان تتلامسان في أقصى الغرب إلا من مضيق جبل طارق (14كم)، ورأس أدار (بون) في تونس تبعد عن صقلية 140 كيلومترا، فالبحر المتوسط بأبعاده العريضة ليس فاصلا مانعا، خصوصا وأن أشباه الجزر الأوروبية تمتد في اتجاه أفريقيا: إيبريا وإيطاليا والبلقان، بالإضافة إلى أن البحر مليء بالجزر التي تقرب المسافات، مما يجعل أطوال الرحلة البحرية في حقيقته أقل من الرقم المجرد - ويجعل من البحر المتوسط وسيلة ربط لا فصل - وفيما عدا ذلك تتوغل سواحل أفريقيا الشرقية والغربية في قلب المحيط، فإلى الجنوب من رأس جوردافوي (رأس عسير) في شرق أفريقيا تزيد الشواطئ الآسيوية في الابتعاد عن الأفريقية على النحو التالي:
Unknown page