Huruf Latiniyya
الحروف اللاتينية لكتابة العربية
Genres
Hélène a eu des bébés (هيلانة رزقت أطفالا) يمكن كتابتها هكذا:
hlnaudbb .
فأما فكرة الاختزال والاقتصاد فمردود عليها في بياني (فقرة 23). وأما عبارة «هيلانة» فمن الأحاجي التي كثيرا ما ينشر مثلها في الصحف الإفرنجية لتسلية الناس. ولا شك عندي أن حاكيها أراد بها الإشارة إلى أن رسم لغتنا كرسم تلك الأحاجي المعميات، وهو في إشارته من الصادقين. ويخيل إلي أنه من الحذاق المتصونين الذين يربئون بأنفسهم عن زيادة التصريح وما تسحبه زيادة التصريح على صاحبها من ألسنة حداد. لكنا نحن عن إشارته ساهون.
الرابع عشر:
يقولون إن الفتحة
والياء، يجذب الحرف منها ما قبله فيحركه بحركة تناسبه ، فلا يبقى من بعد في الكلمات سوى الضم والكسر والتشديد والتنوين والسكون، وإن أقل الأقدار من الشكلات يكفي للدلالة على هذا متى خيف اللبس. بل إن للعربية في تصاريفها صيغا قياسية معروفة اعتادها الناس، فهم ينطقون بها نطقا صحيحا مشكولة كانت أو غير مشكولة. ثم يقولون بناء على هذا كله إنه لا لزوم لا لإيصال الشكلات بالحروف، ولا لتغيير الحروف ذاتها بحروف لاتينية توضع في غضونها حروف الحركات.
لكن القائلين بهذا يسهون سهوا تاما عن أن هذه الطريقة لا تفيد البادئين في التعليم ولا أنصاف المتعلمين ولا الأجانب عن العربية، بل ولا المتعلمين تمام التعليم من أهل العربية أنفسهم. إنها تقتضي أن يكون القارئ عارفا من قبل بمفردات اللغة وبعلمي الصرف والنحو. ألم يقل الجارم بك: «إنك إن لم تكن لغويا نحويا صرفيا معا لعجزت عن أن تكون قارئا أو شبه قارئ»؟ أولم يقل: «إن الشاب المثقف يخطئ في قراءة المشكول خطأه في غير المشكول، وإنه يخطئ في قراءة القرآن مع كونه مشكولا على أدق ما يكون الشكل»؟ وإذن فهذا الاعتراض - أو بالأحرى هذا المذهب - غير موصل للغرض الذي نسعى إليه.
الخامس عشر:
وردني بالبريد
هو أني غير مغرم بقراءة الجرائد، وبحسبي جريدة واحدة أقرأ فيها، لا كل الأخبار، بل بعض المفيد من الأخبار. ولسببين آخرين خاصين بها هي، أولهما أني لما فضضت غلافها قرأت أنها جريدة أسبوعية، ولكني وجدت تاريخها ربيع الآخر سنة 1363 بلا تعيين يوم من الشهر ولا أسبوع، فأدركت أنها من الجرائد التي تظهر مرة وتختفي أخرى بحسب التساهيل، وثانيهما ما قرأت فيها من أنها جريدة دينية إسلامية، وأنا مكتف بما يسر الله لي من ديني، وموقن بأن لا مزيد عليه عند كائن من كان من المسلمين. وهو سبب يصرفني عن إضاعة درهم واحد في شراء مثلها حتى لو كانت غير مغمورة بل كانت ذائعة بين المصريين وغير المصريين.
Unknown page