وصاح الشيطان: قتل محمد.
44
ويقول «ابن هشام »:
الصارخ : إزب العقبة، يعني الشيطان.
45
أما من هو «إزب العقبة»، فهو ما يأتي في حديث منسوب لعبد الله بن الزبير «أنه رأى رجلا طوله شبران على رحله، فقال: من أنت؟ قال: إزب. قال: ما إزب؟ قال: رجل من الجن.» أما «الحلبي» الذي اعتدناه يقف مع ما لا يجده متسقا ومتوافقا، يتساءل أحيانا، ويبرر أخرى، فقد حاول تقديم تبرير لتضارب الروايات حول صاحب الصرخة، فقال: «ويجوز أن يكون قد صدر عن الثلاثة: ابن قمئة، وإبليس، وإزب العقبة.»
46
وعليه، فإن تلك الصرخة المنقذة التي أطلقها «ابن قمئة»، كانت سببا في تراخي أيدي قريش عن القتل، بينما النبي وطلحة والزبير يتسللون متخفين في الشعب، يريدون صخرة عالية، تصادف أنها كانت الصخرة التي فر إليها بعض المسلمين الفارين، ولجئوا إليها لمنعتها. فكان أن رآه «كعب بن مالك» من أعلى الشعب وهو قادم مع صاحبيه، ويروي:
قد عرفت عينيه الشريفتين تزهران تحت المغفر، فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين أبشروا، هذا رسول الله، فأشار إلي: أنصت، فلما عرف المسلمون رسول الله نهضوا، ونهض معهم نحو الشعب علي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، في نفر من المسلمين.
47
Unknown page