123

Huna Quran

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

Genres

ستجدون أن الله حينما يتحدث عن هذا القرآن يتبعه غالبا بأسمائه التي تدل على العلم والقدرة والإحسان والإبداع والجمال والحكمة لكن صفة العلم مع ذلك غالبة مهما تعددت الأساليب واختلفت الكلمات والتعابير. ولكي أختصر لكم الطريق؛ فسأدخل معكم إلى المجال ليتضح لكم الجمال فلنبدأ على بركة الله ذي الجلال.

لنبدأ بسورة طه، ولنقرأ من أولها إلى الآية: 8.

(طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى * تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا * الرحمن على العرش استوى * له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى * وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى * الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى)

أنظر أخي القارئ كيف أوضح الله أن مصدر هذا التنزيل ممن خلق الأرض والسماوات العلى ثم قال: (الرحمن على العرش استوى) والرحمن يعني أسماء من أسمائه العظمى التي تدل على عدة من أسمائه الحسنى وأهمها العلم ولهذا قال (على العرش استوى) فالاستواء هو الاستمرار في العلم بما يجري في خلقه والإحاطة بما دق وجل وظهر واختفى ولهذا قال مؤكدا علمه وإحاطته بكل شيء:

(له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى)

ثم لم يترك الإنسان الذي هو شيء هام في هذه الكائنات فقال ملتفتا من الغيبة إلى الخطاب إليه :

(وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى)

فالإنسان معني بهذا القرآن فإذا كان تنزيلا ممن تلك صفاته وممن يعلم سر الإنسان وأخفى منه؛ فإنه هو الذي يرجى ويدعى ويخشى وهو الذي يهدي إلى خير الهدى، (الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى) فسبحانه المنزل القرآن الكريم والهادي إلى صراط مستقيم وهداه هو الهدى.

هذا عرض سريع لمعاني الآيات، ألا تلاحظون أن العلم هو أبرز معاني الصفات الواردة لله في هذه الآيات؟ فهو علم للإنسان من الرحمن، ثم إذا شئتم مزيدا فلنقرأ معا أول سورة السجدة إلى الآية9:

(الم(1)تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين(2)أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون)

Unknown page