قالت إيف لفيليب: «علينا أن نعيد شريط الفيديو الذي استأجرناه إلى المتجر.» «ربما علينا فعل ذلك قبل أن نذهب إلى الشاطئ.»
قال فيليب: «لقد سئمت الشاطئ.»
لم تكن إيف ترغب في الجدال؛ فبعد أن ذهبت صوفي وتبدلت كل الخطط - لأنهم سيرحلون، كلهم سيرحلون اليوم بعد ساعات - شعرت هي الأخرى أنها سئمت الشاطئ، وسئمت البيت أيضا، وكل ما رأته الآن هو الصورة التي ستبدو عليها الحجرة غدا. ستلملم أقلام الشمع الملونة والسيارات اللعبة والقطع الكبيرة المكونة للعبة الألغاز المبسطة الخاصة بديزي، وتحزم في الأمتعة، وترحل هي الأخرى. ستختفي القصص التي حفظتها عن ظهر قلب. لن تجفف الملاءات على عتبة النافذة، وستبقى إيف بمفردها ثمانية عشر يوما أخرى في هذا المكان.
قالت: «ما رأيك في الذهاب اليوم إلى مكان آخر؟»
قال فيليب: «إلى أين؟» «دعني أفاجئك.» •••
في اليوم السابق ليوم الرحيل، أتت إيف من القرية محملة بالمؤن - وقد صار متجر القرية كبيرا وأنيقا هذه الأيام، وصار بإمكانك العثور فيه على كل متطلباتك - فابتاعت جمبري طازجا لصوفي، وقهوة ونبيذا وخبز الجاودار الخالي من بذور الكراوية؛ لأن فيليب لا يحب مذاق الكراوية، وبطيخة طازجة، والكرز الأسود الذي يحبونه جميعا - مع الحذر من أن تبتلع ديزي بذوره - وعلبة آيس كريم بنكهة الفدج والموكا، بالإضافة إلى الأشياء المعتادة الأخرى التي تكفي أسبوعا آخر.
فصاحت صوفي وهي تنظف ما خلفه الأطفال من فتات وغيره أثناء تناول وجبة الغداء: «أوه، ماذا سنفعل بكل هذه الأشياء؟»
قالت إن إيان اتصل هاتفيا ليخبرها بأنه سيحضر إلى تورونتو غدا جوا؛ لقد أحرز تقدما في كتابه على نحو أسرع مما توقع، ما دفعه إلى تغيير خطته. فلن ينتظر حتى نهاية الأسابيع الثلاثة، وإنما سيأتي غدا ليصطحب صوفي والطفلين في رحلة قصيرة. كان يريد أن يذهب إلى مدينة كيبيك؛ فهو لم يزرها من قبل، وجال بخاطره أنه يجدر بالأطفال أن يزوروا ذاك الجزء الكندي الذي يتحدث سكانه الفرنسية.
قال فيليب: «لقد شعر بالوحدة.»
فضحكت صوفي وقالت: «نعم، افتقدنا.»
Unknown page