قالت إيف: «هل أنت واثق من هذا؟ إنه رجل واحد فحسب ليس بصحبته أحد. فأنت تعلم أنهم لا يسافرون بمفردهم.»
قال فيليب: «معه كلب.»
كان هناك كلب في مؤخرة السيارة المكشوفة، يجري من جانب لآخر وكأن هناك أحداثا تجري عليه أن يتابعها.
قال فيليب: «الكلب واحد منهم أيضا.» •••
في صباح ذلك اليوم، عندما غادرت صوفي لتقابل إيان في مطار تورونتو، أبقى فيليب ديزي منشغلة في غرفة الأطفال. تأقلمت ديزي كثيرا مع ذاك البيت الغريب - فيما عدا أنها كانت تبلل فراشها كل ليلة من ليالي الإجازة - لكن تلك كانت المرة الأولى التي تتركها فيها أمها وتخرج؛ لذا فقد طلبت صوفي من فيليب أن يلهيها، وهو ما فعله بحماس (أكان سعيدا بالمنحى الجديد الذي اتخذته الأمور؟) أخذ يدفع السيارات اللعبة بشدة على الأرضية حتى تغطي أصواتها المزعجة صوت تشغيل محرك السيارة التي استأجرتها صوفي وهي تقودها مبتعدة. وبعدها بفترة قصيرة صاح قائلا لإيف: «هل ذهبت «أ. ح.» الآن؟»
كانت إيف في المطبخ تنظف ما خلفه الإفطار من فتات وغيره، وتفكر فيما ستفعل بعد ذلك. فدخلت إلى غرفة المعيشة ، ورأت شريط فيديو داخل علبته، وكان لفيلم شاهدته مع صوفي الليلة الماضية. «جسور مقاطعة ماديسون.»
قالت ديزي: «ماذا تعني «أ. ح.»؟»
كانت حجرة الأطفال متصلة بحجرة المعيشة؛ فقد كان المنزل صغيرا وضيقا ويشتمل على أثاث رخيص نظرا لأنه يستأجر فترة الصيف. وكانت إيف قد فكرت في استئجار كوخ على ضفة البحيرة لقضاء الإجازة. وكانت تلك هي المرة الأولى لقضاء الإجازة مع صوفي وفيليب منذ خمس سنوات تقريبا، وكذلك أولى المرات على الإطلاق مع ديزي. وقد اختارت هذا الجزء من شاطئ بحيرة هورون؛ لأن والديها كانا يحضرانها إلى هذا المكان مع شقيقها عندما كانا في مرحلة الطفولة. لكن الآن تغيرت الأحوال؛ فصارت كل الأكواخ قوية البناء شأنها شأن المنازل الحضرية، وصارت الإيجارات عالية جدا. كان المنزل يقع في قلب البلدة على بعد نصف ميل من المنطقة الصخرية - التي ما كان أحد ليفضل السكن فيها - شمال الشاطئ الذي كان من الملائم ارتياده، لكنه كان أفضل مكان تستطيع أن تجده. وكان يقع في منتصف حقل ذرة؛ ولذا أخبرت الطفلين بما ذكره لها أبوها من قبل؛ أن بإمكانهم ليلا سماع صوت الذرة وهي تنمو.
وكل يوم، عندما تأتي صوفي بملاءات ديزي - التي تغسلها بيديها - من على حبال الغسيل، كانت تنفض حشرات الذرة من عليها.
قال فيليب وهو ينظر لإيف نظرة تحد ماكرة: «تعني «الأداة الحربية».»
Unknown page