سمعت كارين بعد ذلك شيئا من الهمهمة أو الهمس من ديريك لآن؛ لا بد أنه كان يقف بالقرب منها ويتحدث بصوت خافت لا يكاد يسمع. يبدو أنه كان يمازحها ويرجوها ويطمئنها ويعدها بأن يعوضها، كل ذلك في آن واحد. وكانت كارين تخشى من أن تتناهى إلى مسامعها كلمات قد تفهمها ولا تتمكن من نسيانها، حتى إنها نزلت تدب بقدميها على درج السلم ودخلت المطبخ تصيح: «من هذه الروزماري؟ هل سمعت اسم روزماري؟»
قال ديريك: «لا تتسللي هكذا أيتها الطفلة، أصدري صوتا يفصح عن قدومك.» «هل سمعت اسم روزماري؟»
قال: «نعم، اسم أمك. أقسم لك إنني أقصد اسم أمك.»
لقد ذهب عنه غضبه العارم، وصار الآن مفعما بروح التحدي وارتفعت معنوياته، كما كان الصيف الماضي في بعض الأحيان.
نظرت آن إلى النبيذ وقالت: «كم هو نبيذ شهي يا ديريك! سوف يناسب الطعام الذي أعده. دعنا نر. كارين، هلا تساعدينني! سوف نعد المائدة الطويلة في الشرفة. وسنستخدم الأطباق الزرقاء والفضيات الفاخرة - أليس هذا من حسن الحظ أننا قد نظفناها لتونا؟ سنضع مجموعتين من الشموع، الصفراء الطويلة في منتصف المائدة يا كارين، والبيضاء القصيرة حولها في دائرة.»
قالت كارين: «مثل زهرة الربيع.»
قالت آن: «هذا صحيح؛ عشاؤنا احتفالي بمناسبة عودتك لقضاء الصيف معنا.»
قال ديريك: «وماذا عساي أن أفعل؟» «دعني أر. يمكنك أن تذهب لتحضر لنا بعض مكونات السلطة: الخس ونبات الحماض. وانظر هل يوجد نبات الرشاد بالقرب من الجدول.»
قال ديريك: «موجود. رأيت بعضا منه.» «فلتحضره للسلطة أيضا.»
مرر يده على كتفيها، وقال: «كل شيء سيكون على ما يرام.» •••
Unknown page