تعلم الفتى الصغير هذه العبارة من والده الذي كان يرددها أحيانا على سبيل الدعابة.
مر باد بجوار كرسي أخيه وقال هامسا: «انظر! إنها تضيف قطع البطاطس الكبيرة على صحن البطاطس المهروسة ثانية.»
كان باد قد أقنع أخوه في السابق أن قطع البطاطس الكبيرة من الإضافات الموجودة في خزانة المطبخ وتوضع في البطاطس المهروسة، شأنها شأن الزبيب الذي يوضع في حلوى الأرز باللبن.
فتوقف الأخ الأصغر عن الغناء، وبدأ في التذمر. «لن أتناول هذه البطاطس إذا وضعت فيها القطع الكبيرة. يا أمي! لن أتناول البطاطس إذا وضعت فيها القطع الكبيرة.»
فقالت له الأم التي أخذت تقلي شرائح التفاح وحلقات البصل مع شرائح اللحم: «يا إلهي! كفاك سخفا! توقف عن التذمر كالطفل الصغير.»
فقالت الأخت الكبرى: «باد هو السبب؛ لقد أخبره بأنها تضع القطع الكبيرة في البطاطس. إنه يقول له ذلك دوما، ولا يفلح إلا في ذلك.»
وعقبت دوريس - الأخت التي كانت تهرس البطاطس - بقولها: «إن باد يستحق تهشيم وجهه.» لم تقتصر مثل هذه العبارات دوما على كونها تهديدا فحسب، وإنما أصابت دوريس باد ذات مرة بندبة في وجنته بأحد أظافرها.
تحرك باد نحو خزانة الأطباق حيث استقرت أعلاها فطيرة راوند تركت لتبرد. التقط شوكة، وبحرص شديد أخذ يفحصها سرا، والبخار يتصاعد منها حاملا رائحة القرفة الشهية. حاول فتح أحد الشقوق الموجودة أعلاها ليتمكن من تذوق الحشو، فرأى الأخ الأصغر ما كان باد يحاول فعله، لكن خوفه الشديد منعه من أن يفتح فاه. كان أخوه مدللا، وتدافع عنه الأختان دوما؛ لكن باد كان الشخص الوحيد الذي يحترمه الأخ الأصغر في المنزل.
فكرر ما كان يقوله لكن بصوت خفيض رصين: «أرغب في بعض الخدمة.»
تحركت دوريس نحو خزانة الأطباق لتحضر وعاء للبطاطس المهروسة، فتحرك باد على نحو أهوج، وهبطت قطعة من الطبقة الخارجية للفطيرة نحو الداخل.
Unknown page