قال فيليب: «شعير.»
حاولت إيف تذكر كلمات القصيدة: «وحدهم الحاصدون؛ الحاصدون مبكرا ... عدا الحاصدين؛ الحاصدين مبكرا ...» بدت «عدا» لها أفضل من «وحدهم». عدا الحاصدين. •••
ابتاعت صوفي وإيان الذرة من بائع يقف على جانب الطريق ليتناولوها على العشاء. تغيرت الخطة؛ سيبيتون الليل في المنزل مع أمها ولن يرحلا إلا بحلول الصباح. كذلك ابتاعوا قنينة جن وبعض التونيك والليمون. أعد إيان المشروبات بينما قشرت إيف وصوفي الذرة، وقالت إيف: «عشرون كوز ذرة؟ هذا جنون.»
قالت صوفي: «انتظري وشاهدي ما سيحدث؛ فإيان يعشق الذرة.»
انحنى إيان وهو يقدم الشراب لإيف، فقالت له بعد أن تذوقته: «شراب طيب المذاق؛ رائع.»
لم يشبه إيان كثيرا الصورة التي تذكرتها إيف أو كانت في مخيلتها عنه؛ فلم يكن طويلا وما كان يشبه التيوتونيين، وكذلك لم يكن خفيف الظل. كان نحيفا أشقر متوسط الطول سريع الحركة حلو المعشر. ومنذ أن جاء، بدت صوفي أقل ثقة بنفسها وأكثر ترددا في كل ما تقول وتفعل، لكنها بدت أسعد.
روت إيف قصتها؛ بدأت بلوح الداما الموجود على الشاطئ، والنزل الذي اختفى، ورحلاتها الريفية. بعدها انتقلت إلى أزياء أمها التي تشبه أزياء أهل المدن وفساتينها ذات الأقمشة الرقيقة وقمصانها الداخلية التي تتماشى معها، لكنها لم تحك عن ملابسها باشمئزازها القديم. ثم تكلمت عن الأشياء التي كانوا يذهبون إلى الريف لمشاهدتها؛ حديقة التفاح ذات الأشجار المتناهية في القصر، ورف الدمى القديمة، والصور البديعة المؤلفة من الزجاج الملون.
قالت إيف: «تبدو شبيهة برسوم شاجال؟»
قال إيان: «نعم، حتى نحن الجغرافيين المدنيين نعرف شاجال.»
قالت إيف في خجل: «آسفة.» ثم ضحكا كلاهما.
Unknown page