Hindusiyya Muqaddima Qasira
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
Genres
عندما تحدث الحكام البريطانيون لأول مرة مع الكهنة البرهميون في الهند في القرن الثامن عشر، اندهشوا لاكتشافهم أن النصوص الفيدية المقدسة قد انتقلت من جيل إلى جيل بدقة بصورة شفهية - ولم تتعلم من نصوص مكتوبة - عن طريق عملية النقل القديمة؛ إذ تعلم الصبية البرهميون في مرحلة الطلب من حياتهم عن طريق محاكاة الكبار من بينهم. وحتى الآن، يتعلم بعض البرهميين الصغار تلاوة المانترا الفيدية بهذا الأسلوب التقليدي، على الرغم من أن الطباعة الحديثة والتعليم العلماني قد أديا إلى قراءة كثير من الناس للنصوص المقدسة بأساليب جديدة.
الفئات الاجتماعية الهندوسية (1) الطبقات الاجتماعية (فارنا)
عرفت الطبقات الاجتماعية الآرية الأربع التقليدية (فارنا) في «ريج فيدا» (10 : 90) من خلال أجزاء جسم الإنسان الكوني (بوروشا)، وهي كالتالي: • الفم: البرهميون (براهمانا). • الذراعان: المحاربون (كشاتريا). • الفخذان: عامة الناس (فايشيا). • القدمان: الخدم (شودرا).
ورتبت هذه الطبقات ترتيبا هرميا. ووصفت الطبقات الثلاث الأولى منها بأنها «مولودة مرتين»، مع منح الذكور المنتمين لها خيطا مقدسا في حفل تأهيل (أوبانايانا). وكان لا يصرح لأحد بسماع «فيدا» سوى الذكور «المولودين مرتين » فقط. وأضيفت على الأرجح طبقة شودرا للطبقات الأخرى لاستيعاب السكان المحليين غير الآريين. (2) مراحل الحياة (أشراما)
وصفت أربع مراحل للحياة في النصوص الهندوسية المتأخرة، وإن لم يكن ينظر إليها في البداية كمراحل، وإنما كخيارات حياتية بديلة. ولم يخض هذه المراحل الأربع سوى الذكور «المولودين مرتين»، وهذه المراحل هي: • الطالب (براهماتشاريا). • الزوج (جريهاستا). • ساكن الغابة (وانابرستا). • الزاهد (سانياسا).
كانت الشابات بعد أن يقضين سنوات حياتهن الأولى في منازل آبائهن، يتزوجن. وكان ينظر للزواج على أنه نسك التأهيل لهن للاضطلاع بواجبات الزوجة.
شكل 2-1: كاهن برهمي يؤدي طقسا في أحد مواقع الحج.
لكن هؤلاء البرهميين الذكور لا ينشدون المانترا الفيدية للغرض منها في حد ذاتها، وهو الإبقاء على الوحي الإلهي؛ وإنما يؤدون أيضا طقوسا للحفاظ على العالم وعلى العلاقة بين البشرية والآلهة. ويرتبطون بالدارما، التي تترجم أحيانا بالدين، لكن الترجمة الأدق لها هي الحقيقة أو القانون أو الواجب أو الالتزام. وللدارما استخدام عام واستخدام شخصي. فيجب الحفاظ على تناغم العالم، ويلزم أيضا الوفاء بدارما الفرد الشخصية. وعمل البرهمن يدعم هذين المتطلبين. ومن خلال أداء طقوس تضحية (ياجنا) مشابهة للطقوس المذكورة في فيدا، يقدم البرهميون قرابين للآلهة في النار المقدسة ويلتمسون منهم الحفاظ على العالم الطبيعي وإنزال العطاء على عبادها. بعد ذلك، يؤهل البرهميون الهندوس لأدوار جديدة في مناسك خاصة مرتبطة بدورة الحياة (سامسكارا)؛ فبإعطاء الخيط المقدس في طقس أوبانايانا، يمنح البرهميون صفة «المولود مرتين» للذكور الصغار. وفي الزواج، يربطون الزوج والزوجة معا، ويؤهلونهما لمرحلة الزواج في الحياة. وفي المناسك المتعلقة بالميلاد، يضمن البرهميون الدخول الصحيح للطفل المولود حديثا إلى المجتمع، ويساعدون الأسرة في التخلص من الدنس الناجم عن الولادة. وأخيرا، في المراسم المرتبطة بالموت، يسهلون الانتقال السلس للروح، ويتأكدون من خدمة الأسلاف على النحو الصحيح.
فارنا - أشراما - دارما
على الرغم من أن كلمة «دارما» لها العديد من المعاني المهمة، فهي تعني في هذا السياق الواجبات أو الالتزامات التي تقع على عاتق الفرد وفقا للطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها ومرحلة الحياة التي يمر بها ، والرجال الذين لم «يولدوا مرتين» ولا يتمتعون بإمكانية تحصيل التعليم الفيدي لا يتوقع منهم اتباع مراحل الحياة ذاتها التي يتبعها من ينتمون للطبقات الأعلى. وكان يشار لالتزامات السيدات المتزوجات، بوجه عام، باسم «ستري-دارما»؛ أي واجبات الزوجة.
Unknown page