Hind Ma Bacd Ghandi
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
Genres
40
وفي ذلك الحين، كان الجيش الهندي قد طوق سريناجار، فآنذاك كان ثمة 4 آلاف جندي في موقعه مسلحين بمدافع آلية، وبذلك كفل أمن المدينة.
41
وبخروج سريناجار من دائرة الخطر، بدأ الهنود يطهرون أجزاء أخرى من الوادي من الغزاة، فوضعوا أيديهم على بارامولا يوم 8 نوفمبر، وسقطت محطة الكهرباء بعد أربعة أيام، في الوقت المناسب لإنقاذها من التفجير، وسقطت بلدة أوري في اليوم التالي.
42
وبحلول فصل الشتاء، علقت العمليات العسكرية مؤقتا، فعاد الانتباه مرة أخرى إلى الشئون الداخلية لكشمير. كان ماهجان ما زال رئيسا للوزراء، ولكنه كان يتلقى مساعدة نشطة من زعماء حزب المؤتمر الوطني الكشميري. وفي يوم 11 نوفمبر كتب نهرو إلى هاري سينج طالبا منه أن يضع «ثقته الكاملة» في الشيخ عبد الله؛ أي أن يوليه الإدارة رسميا عوضا عن ماهجان؛ فقد أصر نهرو على أن: «الشخص الوحيد القادر على تحقيق المرجو في كشمير هو الشيخ عبد الله؛ إذ من المفروغ منه أنه الشخصية الشعبية الرائدة في كشمير. وقد ثبتت طبيعة ذلك الرجل حين هب للتعامل مع الأزمة، وأنا أقدر نزاهته ورجاحة عقله بصفة عامة؛ فقد اجتهد وحقق نجاحا باهرا في حفظ السلام المجتمعي. قد يخطئ كثيرا فيما يتعلق بصغائر الأمور، ولكني أرجح أنه سيكون مصيبا فيما يتعلق بالقرارات الكبرى.»
43
وكان المهاتما غاندي يضاهيه في إعجابه بالشيخ عبد الله؛ ففي الأسبوع الأخير من نوفمبر 1947، زار عبد الله دلهي، حيث رافق غاندي في اجتماع عقد احتفالا بذكرى مولد جورو ناناك؛ مؤسس العقيدة السيخية، وأخبر غاندي جموع الحاضرين التالي:
إنكم ترون الشيخ عبد الله إلى جواري. كنت متحرجا من إحضاره معي، لعلمي بوجود شقاق كبير بين الهندوس والسيخ من ناحية، والمسلمين من ناحية، ولكن الشيخ عبد الله - المعروف بأسد كشمير - على الرغم من أنه مسلم حقا - قد فاز بقلوب الطائفتين الأخريين؛ إذ أنساهم أنه ثمة فرق بين الطوائف الثلاث ... وعلى الرغم من مقتل المسلمين على أيدي الهندوس والسيخ في جامو في الآونة الأخيرة، فقد ذهب إلى جامو ودعا الآثمين إلى نسيان الماضي والتوبة عما اقترفته أيديهم. استمع إليه الهندوس والسيخ، والآن صار المسلمون والهندوس والسيخ ... يقاتلون معا دفاعا عن وادي كشمير الجميل.
44
Unknown page