Hind Ma Bacd Ghandi

Lubna Cimad Turki d. 1450 AH
114

Hind Ma Bacd Ghandi

الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم

Genres

جاء مائة ألف شخص للاستماع إلى جلوالكر يدعو إلى فكرة إقامة دولة دينية هندوسية في الهند، إلا أن معقل المهاراشتريين ذاك حضر فيه ستة أمثال ذلك العدد لتشجيع رئيس الوزراء في دفاعه عن الديمقراطية في مواجهة الحكم المطلق، والعلمانية في مواجهة الشوفينية الهندوسية؛ ففي إطار ذلك التنازع بين الأفكار المتنافسة المتعلقة بالهند، أحرز جواهر لال نهرو نصرا محققا، حتى ذلك الحين على أي حال.

7

مثلت عملية إعادة توطين اللاجئين - مثلها مثل عملية دمج الولايات الأميرية في الاتحاد الهندي - مشكلة سياسية غير مسبوقة من حيث طبيعتها ونطاقها؛ فقد كتب عن عدد المهاجرين من باكستان إلى الهند أنه كان «مثل أوراق خريف متساقطة تحملها الرياح، أو أجزاء من صحف متطايرة هنا وهناك وسط عاصفة من الغبار؛ فقد كان من وصل سليم البدن والعقل بلا وجهة أو جذور ».

47

اقتربت أعداد اللاجئين الذين توافدوا إلى الهند عقب الاستقلال من 8 ملايين. كان ذلك العدد يفوق تعداد سكان بعض البلدان الأوروبية الصغيرة مثل النمسا والنرويج، ويعادل سكان قارة كأستراليا. وقد أعيد توطين هؤلاء الناس ببذل الوقت والجهد والنقود، وأخيرا وليس آخرا: من خلال المثالية.

اشتملت عملية بناء الهند الجديدة على قدر كبير من البطولة والعظمة بالفعل، كما تضمنت سقطات وأخطاء وأمورا معلقة ظلت دون أن تحسم؛ فقد انطوت عملية القضاء على طبقة الأمراء - وكذلك عملية إعادة توطين اللاجئين - على ضروب من الألم والمعاناة، إلا أن المهمتين قضيتا في نهاية الأمر.

من الجدير بالذكر، أن الأطراف الفاعلة في تلك العملية المعقدة والملتوية كانوا جميعا هنودا. كان ذلك أمرا غير متوقع على الإطلاق، بالنسبة إلى بريطانيا على الأقل. وقد كتب حاكم سابق للبنغال عام 1947 يقول:

إن نهاية سيطرة بريطانيا السياسية على الهند لن تعني رحيل البريطانيين كأفراد عنها؛ فلسنوات عدة لن تستطيع الهند أن تستغني عن العدد الكبير من الأفراد البريطانيين العاملين في دائرة الخدمة الحكومية. سوف يظلون متعاقدين مع حكومة الهند وحكومات المقاطعات والولايات في مجموعة كبيرة من الوظائف الإدارية والقانونية والطبية والشرطية والمهنية والفنية، وستمر سنوات طويلة قبل أن تتمكن الهند من شغل المناصب العليا العديدة كلها بأبنائها، في ظل نطاق الحكومة المطلوبة لإدارة شئون شعبها البالغ عدده 400 مليون نسمة.

48

والواقع أن ذلك العون لم يطلب، ولا اقتضته الحاجة؛ فالحق يقال إن الحكام البريطانيين كانوا قد خلفوا مجموعة من المؤسسات الفعالة؛ هي: دائرة الخدمة المدنية، وجهاز الشرطة، والقضاء، والسكك الحديدية، وغيرها. في وقت الاستقلال، دعت حكومة الهند الأعضاء البريطانيين في دائرة الخدمة المدنية الهندية إلى البقاء، ولكنهم جميعا - باستثناءات قليلة - عادوا إلى وطنهم، بصحبة زملائهم في الدوائر الأخرى. لذا صار الأبطال الذين تخلد هذه الصفحات ذكراهم هنودا كلهم، سواء كانوا رجال سياسة مثل نهرو وباتيل، أم بيروقراطيين مثل تارلوك سينج وفي بي مينون، أم أخصائيين اجتماعين مثل كمالا ديفي تشاتوبادياي ومريدولا سارابهاي. يسري ذلك أيضا على جنود مجهولين لا حصر لهم لم تعرف أسماؤهم آنذاك ولا يزالون مجهولين إلى الآن، هؤلاء هم الموظفون الذين تلقوا طلبات تخصيص الأراضي، وتولوا البت فيها، والموظفون الذين شيدوا المساكن وأداروا المستشفيات والمدارس، والموظفون الذين عملوا في المحاكم ووظائف السكرتارية. كذلك كان السواد الأعظم من الأخصائيين الاجتماعيين الذين عملوا على استمالة اللاجئين ومواساتهم ورعايتهم هنودا.

Unknown page